#1
|
|||||||||
|
|||||||||
ولادة الرسول الاكرم ومنطلقات الوحدة الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته عتبر مناسبة المولد النبوي المطهر مناسبة عظيمة تحتاج منا جميعا الوقوف واحيائها بما يتناسب ومكانتها فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم هو واحد من اعظم عظماء البشرية بل هو المقدم على غيره بحسب اعتقادنا الذي قادنا اليه ايماننا بالله وكتابه العزيز اما فيما يتعلق بموقفنا منه كمسلمين فلابد من الالتفات انه رمز وحدتنا وهو القاسم المشترك بيننا على اختلاف مذاهبنا وانتمائنا للاسلام ولابد من ان يكون ايماننا هذا حافزا مهما لان نقترب من بعضنا اكثر فمحمد صلى الله عليه واله نقطة التقائنا ووحدتنا ان كنا ننتمي حقا لشرعه المقدس وهو المنطلق الاساس للتأسيس لهذه الوحدة وما يرتبط بقضايانا وحرمة دمائنا اموالنا واهلينا واوطاننا فشهادة ان محمدا رسول الله بحسب فهمنا الاسلامي العميق كاف لان يوجد هذه الروابط الاخوية بشرطها وشروطها وطالما نادى الشيعة الامامية الذين هم جزء اساس من النسيج الاسلامي بالوحدة واسسوا مراكز وتجمعات علمائية للتقريب بين المسلمين مع التركيز على المشتركات ومنها تسليم اهل الاسلام جميعا باتباع رسول الانسانية ولطالما كانوا تحت طائلة القتل والتهجير والارهاب الذي قادته جماعات وانظمة متطرفة ارادت ان يكونوا خارج هذه الدائرة ليتمكنوا من حرمانهم من ممارسة حقوقهم في ادارة شؤونهم وحكم انفسهم مستفيدين في ذلك من تأسيسات جائرة فرضها الاستعمار وشرعنها بعض علماء السوء المنتمين لمدارس الالغاء الاموية. وهنا لابد لي من الحديث عن اراء البعض بخصوص هذه الوحدة والتقارب الذي تفرضه طبيعة التحديات التي تواجه الامة الاسلامية ووجودها فمنهم من لايقبلنا بوصفنا شيعة وان قبل فهو يشترط ان نكون مسلمين من درجة ادنى لئلا ونعامل كذلك في اوساطهم وهو ما لانقبله بكل تأكيد وسعينا لتغييره ودفعنا في سبيله الدماء وبذلنا التضحيات الغالية فالوحدة التي نريدها ونتمناها ان تكون في اطارها العام والخاص ليست معناها التنكر لعقائدنا ومتبنياتنا وان اراد الاخرون قبولنا تحت هذا العنوان فبها ونعمة وان لم يرد فنقول لنا ولكم ان ممارسة العقيدة وتطبيقاتها ضمن هذا الفهم مع اشاعة القبول وعدم التعرض للاخر سيكون بمثابة تعضيد لاخوتنا الاسلامية ,اما ان يكثر الهمز واللمز وتشرع قنوات ومواقع السب والشتم ابوابها امام كل من هب ودب ففي هذا هدم للدين وتشجيع على اثارة الفتنة وتمزيق الامة ونسف لمقومات قوتها ,وما احوجنا اليوم الى من يلملم جراحاتنا وهو تمسكنا بالنهج القويم لنبينا الاكرم صلى الله عليه واله وسلم واني لارى دعوة المغفور له سماحة السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره الشريف وحثه على احياء اسبوع ولادة الرسول الاعظم صلى الله عليه واله باعتباره اسبوعا للمودة والمحبة واشاعة الالفة والاخوة دعوة كريمة تنبع من حرص كبير وشعور بالمسؤولية تجاه نبينا وامته التي يريد اعدائها بث بذور الفرقة بين ابنائها وان التزم البعض بها وعمل على ترسيخها واشاعتها فلهذا اثره وفوائده على المدى البعيد فنحن ابناء بلد واحد وشعب واحد ودين واحد وقدرنا ان نعيش جنبا الى جنب ونتعايش تحت راية الاسلام واختلاف مدارسه بروح الساعي لفهم الاخر لا التقاطع معه ولعلنا اليوم ونحن نعيش حالة من الجفاء التي يسعى القتلة والمجرمين والمتطرفين الى تعميقها فليس لنا غير الالتفات الى حجم المشترك بيننا ونبذ الصغائر وابعاد البغضاء عن انفسنا وترك ما ينبغي تركه من ممارسات تثير بعضنا من البعض الاخر كما يجب ايضا عدم الانسياق وراء تجار الازمات الذين يرون في اثارتها وتوسيع دائرتها سببا في سيطرتهم والحفاظ على مصالحهم واحلامهم بالاستمرار. ان رسول هذه الامة محمد صلى الله عليه واله وسلم هو القدوة وسلوكه وسنته الشريفة وكل ما يرتبط به امثلة عظيمة لنا (ولكم في رسول الله اسوة حسنة) فهل نحن بسلوكنا وما نفعل متأسين به فعلا والكلام موجه للجميع فان لم يكن قسم كبير من كذلك فلماذا اذن لاننطلق من هذا اليوم وهذه الذكرى لنكون بمستوى يسمح لنا ان نكون من اتباعه الحقيقيين وانصاره الذين يحرصون على اشاعة خلقه العظيم ؟؟ وقد كان صلوات الله عليه واله الطاهرين يمثل ذلك الخلق العظيم الذي ينبغي اشاعته والعمل بمقتضاه للحفاظ على وحدة الامة وصيانة امنها ومستقبلها من كل اشكال الزيغ والاقتتال والانحراف لمصلحة من يكنون لها العداء ويتربصون بها الدوائر. اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
|
|
|
|