بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
عندما يحل الخريف يتبخر الماء ويجف الهواء ، ليحمل بدلاً من الماء ذرات الغبار
..
تهب الرياح المحملة بالغبار ملامسة الأشجار فتعمل فيها كلٌ بحسبه ..
هناك نوع من الأشجار تتهيأ لاستقبال طلع اللقاح التي تحملها الرياح ، وهناك نوع من الأشجار تمرض أوراقها وتسقط على الأرض ميتة ..
هكذا هي وجوه البشر حينما تهب عليها رياح الحقيقة وتغربلها الشدائد ، نرى بعضها تتأثر إيجابياً فتزداد تألقاً مشعة بابتسامة عاكسة لما تكنه النفوس الحاوية لها من خير وسلام وحبٌ ووئام وسعي في نجدة الأخوان ، وفي المقابل نرى بعضها تتأثر سلبياً فتبدوا عابسة تعلوها قترة ، تسقط أقنعتها الباسمة كما تسقط كثير أوراق الشجر في فصل الخريف ، تلك الوجوه تعكس خبث النفوس الحاوية لها ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)