بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
كنتُ أترقب قرص البدر وأنتظر رؤية جمال نوره .. بقيتُ لساعات وأنا أحدق بناظري في السماء لكن بصري انقلب حسيراً حيث لا وجود لبدر في السماء في تلك الليلة الظلماء ، لم أتوقف عن النظر إلى السماء وبينما أنا كذلك وإذا بالفجر قد انبلج نوره ، فرحتُ وقلتُ في نفسي سؤعوض رؤيتي لنور البدر بشعاع الشمس الذهبي ، انتظرتُ وانتظرتُ وانتظرتُ لكني لم أرَ للشمس قرصاً بل وجدتُ أثار نورها قد كسا الأرض وزين الأجواء ، جال في خاطري أمر طالما عوتبتُ عليه من قبل من لا يرَى جمال نور الشمس ولم يعي وجودها إلا ما إذا تبين له قرصها ، أتعلمون ماذا جال بخاطري ؟ ..

لقد سرحتُ متأملاً في نور الله وعاتباً على من ينكر وجود الله ، أقول في نفسي: ألم يرَ ذا العيون الكبيرة والقلب الأعمى جمال صنع الله وعظمة وجوده من خلال سماءاً مبنية وأرضاً مدحية وقمراً منيراً وفلكاً يدور وبحراً يجري وفلكاً تسري ، أين هو عن التبصر في نفسه ألم يك نطفة من مني يمنى وقبل ذاك كان عدماً بلا حياة كيف ينكر وجود من به عرف طعم الحياة واستمتع بنعم يعجز عن حصرها أو الإحاطة بها ..

ابتعدتُ في تفكيري قليلاً حتى وصلتُ إلى من يقول بأن الدنياً في هذا الزمان خالية من قائد وإمام ، قلتُ واعجباً لمن أقفل تفكيره عن التأمل في قول الله (ولكل قومٍ هاد) ، أولم يأتيه الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، لِم لم يتأمل في الحديث المتفق عليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله والذي قال فيه ، إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، كيف يظن لمجرد الظن أن الدنيا خالية من الإمام وقائم يبين ويترجم مافي كتاب الله على أرض الله وكتاب الله بين يديه يقرأه في كل آن ..
نعم؛ إن كان قرص الشمس الوهاج قد غطته السحاب فنور الله بين لا يغطيه شيء مهما عظم ونور ولي الله ظاهر للعيان من خلال الآثار ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)