الموضوع: فرصة فريدة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-17-2011, 10:35 AM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 4753 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي فرصة فريدة



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ها هي ليالي شهر رمضت بدأت تتصرم وأيامه شارفت على الرحيل وقد اقتربنا من ثلثه الأخير وكلما مضى يوم أتانا يوم حاملاً معه الزاد من الرب الكريم من خلال المائدة الكبرى والسفرته العظيمة التي مُلئت بالرحمة وتحلت بالمغفرة وتزينت بعظيم الأجر وجزيل الثواب
نعم بالأمس كنا قد تهيأنا لاستقبالة الشهر العظيم وعاهدنا أنفسنا بأن نُخلص العمل لأكرم الأكرمين بصيام نهاره امتثالاً لأمر الجليل وقيام ليله نافلة لتطهير النفس من الأرجاس التي التصقت بها والأغشية التي غطتها عن لذة العبادة لله العزيز الحكيم ، لنعود من خلاله إلى حضيرة القدس بأرواحنا المحلقة في ملكوت الرب الرحيم قد عُتقت من أعمالٍ كادت ان تهوي بها في ويلات الجحيم

واليوم وقد اقتربت منا ليلة القدر العظيمة والتي فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ 4 سورة الدخان من الله العزيز الحكيم تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ 4 سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ 5 سورة القدر ، حاملة معها الرحمة الإلهية والثواب العظيم ، لكل من صف قدميه في محراب الصلاة مُعظماً لله العظيم بخشوع وخضوع وتلذذ وتودد في الرحمن الرحيم تاركاً الدنيا وما تحوي وراء ظهره ومتوجهاً بمشاعره وأحاسيسه إلى من هو أقرب إليه من حبل الوريد ليهنأ بطاعته ولذيذ مخاطبته وجميل الدعاء له بأن يجعله من عباد الله الصالحين ويكتبه في زمرة أوليائه الذين ما برحوا يذكرونه في كل لحظة ولم ينسوه ولا للحظة ليسعد برضوانه ويسعد بالجوائز العظيمة والتي يرى آثارها في الدنيا ويتنعم بالفوز بها في الآخرة حيث الخلود في جنات النعيم
نعم إنها ليلة القدر العظيمة قد اقتربت منا حاملة معها دعوة لنا بالعمل فيما فيه مرضاة الله والتوبة عما مضى من أعمال أغضبت القهار العظيم وأسعدت الشيطان الرجيم ، لتُمحى بنية الإخلاص وتزول بجميل العمل وتضمحل بسلامة النفس من شوائب الرياء وصدق التوجه للغفور الرحيم

فرصة فريدة ورائعة وجميلة مقبلةً علينا قد لا تعود ثانية وقد تعود على بعضنا ولا تعود على البعض الآخر فعلينا جميعاً أن نغتنمها ولا نضيعها حتى لا نندم في يوم لا ينفع فيه الندم ، فرصة ثمينة ، العمل فيها يعدل عمل ألف شهر بل يزيد بصريح الآية الشريفة لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ 3 سورة القدر لأن فضلها خير من الف شهر لذا يكون فيها مضاعف الأجر في مقابل العلمل في غيرها من الليال فعلينا أن نجهد بالعمل في هذه الليلة بالعمل بما فيه رضا المعبود ، لنوفق بعدها لما فيه صلاحنا في هذه الدنيا بقضاء الحوائج وتفريج الهموم ودفع البلاء ونيل المطالب والسعادة والهناء بقُرة العين بالأحبة من أهل وأخوة وأقارب وأصدقاء وننال في الآخرة شفاعة الأولياء ومرضاة خالق السماء لندخل في رحمته ونستقر في جنته مع عباده المخلصين على الأرائك متقابلين لا نسمع فيها لغواً ولا تاثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً
أعاننا الله على تأدية العمل الصالح في ليلة القدر العظيمة بنية الإخلاص وبقلوب تتوق إلى المغفرة والرحمة والتوبة عما ارتكبناه من عظيم الذنب وقبح العمل

صــ آل محمد ــداح




رد مع اقتباس