الموضوع
:
طرق تقييم النفس ودورها في التربية
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-18-2011, 04:03 PM
نـــائب المدير
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
118
تاريخ التسجيل :
May 2011
فترة الأقامة :
5143 يوم
أخر زيارة :
10-30-2012 (10:36 PM)
المشاركات :
1,850 [
+
]
التقييم :
10
بيانات اضافيه [
+
]
طرق تقييم النفس ودورها في التربية
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم يارب
طرق تقييم النفس ودورها في
التربية
1
ـ تنمية
الحياء
الحياء عبارة عن الشعور بالانفعال والانكسار النفسي نتيجة للخوف
من اللوم والتوبيخ من الآخرين ، وهو شعور تراعى فيه المثل والقيم والضوابط
الاجتماعية ، ويسهم بشكل فعّال في ضمان تنفيذ القوانين والمنع من الاقدام على
التجاوز والاعتداء ، وهو الذي يحصن الانسان من جميع ألوان الانحراف
والرذيلة
.
قال أمير المؤمنين عليه السلام
: « الحياء لباس سابغ ، وحجاب مانع ،
وستر من المساوئ واقٍ ، وحليف للدين ، وموجب للمحبة ، وعين كالئة تذود عن الفساد ،
وتنهى عن الفحشاء »
(1)
(1)
شرح نهج
البلاغة / لابن أبي الحديد : 20 / 272
.
وللحياء آثار تربوية ايجابية جاءت في حديث أمير المؤمنين عليه السلام
حيث
قال
:
1
ـ
« الحياء مفتاح كل خير
».
2
ـ
« الحياء يصدُّ عن فعل القبيح
».
3
ـ
« ثمرة الحياء العفّة
».
4
ـ
« من كساه الحياء ثوبه خفي عن الناس عيبه
(1)
.».
وقال الامام جعفر الصادق عليه السلام :
« فلولاه لم يقرَ ضيف ، ولم يوف
بالعداة ، ولم تقض الحوائج ، ولم يتحر الجميل ، ولم يتنكب القبيح في شيء من الأشياء
، حتى أنّ كثيراً من الأمور المفترضة أيضاً انما يفعل للحياء ، فانّ من الناس من
لولا الحياء لم يرع حق والديه ، ولم يصل ذا رحم ، ولم يؤدّ أمانة ، ولم يعفّ عن
فاحشة »
(2)
.
والحياء الايجابي هو الحياء من
: الله تعالى ، والنفس ، والمجتمع ،
والقانون ، والذي يحقق آثاراً صالحة في الفكر والسلوك
، قال الامام موسى الكاظم
عليه السلام :
« استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم(3)
وقال عليه السلام
: « رحم الله من استحيا
من الله حقّ الحياء ؛ فحفظ الرأس
وما حوى ، والبطن وما وعى ، وذكر الموت والبلى ، وعلم انّ الجنّة محفوفة بالمكاره ،
والنار محفوفة بالشهوات »
(4)
وقال أمير المؤمنين عليه السلام :
« غاية الأدب أن
يستحي الانسان من نفسه »(5)
____________
(1)
تصنيف غرر الحكم : ص 257
.
(2)
بحار الأنوار
/
المجلسي : 2 / 25
.
(3)
تحف العقول / الحرّاني : ص 293
.
(4)
المصدر السابق
نفسه : ص 291
.
(5)
شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد : 20
/ 265.
فالحياء من الله تعالى ومن النفس
يردع الانسان عن الانحراف الخفي وغير المعلن ، والحياء من المجتمع والقانون يردعه
عن الانحراف العلني والمخفي معاً خوفاً من انكشافه أمام الملأ
.
والحياء له دوران
:
الأول الصد عن العمل القبيح والشائن ، والثاني التخلق بالأخلاق الحسنة والصالحة
وخصوصاً في العلاقات الاجتماعية ، وبه ترعى حقوق الآخرين
.
2
ـ تنمية الضمير
الضمير هو الرادع الداخلي الذي
يقدر ما هو حسن وما هو قبيح ، فيساعد الانسان على اتخاذ السلوك والقرار الصالح
والسليم ، والتخلي عن السلوك والقرار المخالف للقواعد الصالحة والضوابط الاجتماعية
السليمة
.
والضمير هو الواعظ الداخلي للانسان الذي يردعه عن القبيح
ويدفعه إلى عمل الحسن والصالح ، وهو الرقيب عليه في جميع الأحوال والظروف سرية كانت
أم علنية
.
قال الامام محمد الباقر عليه السلام : « من لم يجعل الله له من نفسه
واعظاً فانّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً »(1)
.
وقال الامام زين العابدين عليه
السلام :
« ابن آدم إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك ، وما كانت المحاسبة
لها من همّك »
(2)
.
وقال الاِمام محمد الجواد عليه السلام :
« المؤمن يحتاج إلى
توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممّن ينصحه »(3)
.
والضمير ينمو باتجاه
الاستقامة من خلال التربية المتواصلة والتوجيه الدائم من قبل الوالدين والمعلمين
وعلماء الدين ، ومن خلال توجيه الانظار إلى احترام القواعد السلوكية للمجتمع ،
وينمو عن طريق الايحاء والتلقين ، ومن خلال ملاحظة القدوة الحسنة ، فاعتراف الكبار
بالخطأ الذي يرتكبونه يقوّي في أعماق الطفل القدرة على ضبط سلوكه وسيرته
.
____________
(1)
تحف العقول / الحرّاني : ص 214
.
(2)
الأمالي / الشيخ
المفيد : ص 110
.
(3)
تحف العقول / الحرّاني : ص
340.
3
ـ اثارة الوجدان
ادراك ال
فرد لحقائق السنن التي تتحكم في العلاقات والمسيرة الاجتماعية وآثارها الايجابية
والسلبية التي تسهم في تجنب الموبقات والتوجه للكمال والسمو
.
ومن السنن المؤثرة
في الوجدان الانساني سنة الصيانة أو التعرض لأعراض الناس ، فمن صان نفسه عن التعرض
فسيصان عرضه من الانحراف والدنس ومن اعتداء الآخرين ، ومن اعتدى على أعراض الناس
اعتدي على عرضه ، فاذا انغرست هذه السنن في وجدان الانسان فانها ستنتقل من مرحلة
التأثر الوجداني إلى مرحلة العمل الايجابي ، فلا تبقى مجرد حقيقة وجدانية
راكدة
ومعطلة وانما ستكون ذات حيوية متحركة في الواقع بعمل وحركة وسلوك يحصن الانسان من
الانحراف والاعتداء الذي يعود ضرره عليه وعلى ذويه
.
قال أمير المؤمنين عليه السلام
: « من زنى زني به »
(1)
وقال عليه السلام
:
ما زنى غيور قط
(2)
.
وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السلام
:
« برّوا
آباءكم يبرّكم أبناؤكم ، وعفّوا عن نساء الناس تعفُّ نساؤكم »
(3)
.
وذكر أهل
البيت عليهم السلام كثيراً من القصص في اثارة الوجدان وبيان دوره في الاستغفار
والتوبة وتجنّب الانحراف ، والتسامي نحو الكمال ، والآثار المترتبة على الانحراف
تتحقق بتحقق أسبابها الطبيعية ، فالمنحرف أو المعتدي على أعراض الناس يشارك في
تهيئة أجواء الانحراف لذويه ، ويكون أقل مراقبة لهم ، اضافة إلى تأثرهم بسلوكه من
خلال المحاكاة والمشاهدات الحسية
.
4
ـ
التقييم الذاتي ومحاسبة النفس
التقييم الذاتي للنفس عمل هام وضرورة نفسية
واجتماعية ، به يتعرف الانسان على صفاته وقدراته العقلية والعاطفية والخلقية ، ويرى
في نفسه عوامل القوة والضعف ، وفكرة المرء عن نفسه من خلال التقييم الصحيح والواقعي
، لها الأثر الأكبر في تعيين سلوكه
ومستوى طموحه ، وفكرة المرء عن نفسه هي
(التي
توجهه في اختيار أعماله وأصدقائه وزوجته ومهنته وملابسه... كما تسهم في رسم مستوى
طموحه ، وهي التي تبين له ضروب السلوك التي هو جدير بها ، وتكفه عن فعل ما يمس
احترامه لنفسه...)(4)
.
____________
(1)
شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد 20
: 323.
(2)
نهج البلاغة ، الحكمة : 305
.
(3)
تحف العقول / الحرّاني : ص
267.
(4)
اُصول علم النفس : ص 126
.
وأكدت الروايات على أهمية معرفة النفس ومعرفة قدرها وطاقاتها ، ومعرفة درجة
قربها
وبعدها من الاستقامة والصلاح.
قال أمير المؤمنين عليه السلام
: « الخير كلّه
فيمن عرف قدر نفسه ، وكفى بالمرء جهلاً أن لا يعرف قدر نفسه »
(1)
وقال عليه
السلام :
« ما هلك امرؤ عرف قدره »
(2)
.
وقال عليه السلام :
« رحم الله امرءاً
عرف قدره ولم يتعدّ طوره »
(3)
.
ومن معرفة النفس معرفة عيوبها ، وهي ظاهرة
ايجابية وصحية ، فمن خلال معرفة عيوب النفس ينشغل الانسان عن عيوب غيره ، ويتوجه
إلى إصلاح عيوبه بالطرق والأساليب المتاحة ، ويتعاون مع غيره إن عجز بمفرده ، وقد
دلّت الروايات على الآثار الايجابية لذلك
.
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
« من
عرف عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره »
(4)
وقال الاِمام الصادق عليه السلام :
« أنفع
الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه »(5)
.
وبعد التقييم الذاتي ومعرفة النفس
يأتي دور المحاسبة لها ، وهي تسهم في إيقاف الانحراف ، والتوجه إلى الاصلاح
والتكامل والبناء التربوي الصالح للفرد نفسه ولذويه وللمجتمع
.
____________
(1)
مجموعة ورّام : 2 / 115
.
(2)
عيون أخبار الرضا عليه السلام / الشيخ الصدوق : 2 / 54
.
(3)
تصنيف غرر الحكم
:
ص 233
.
(4)
أعلام الدين / الديلمي : ص 186
.
(5)
تحف العقول / الحرّاني : ص
273.
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
« من
حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر »(1)
.
وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السلام
:
حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه ، فيكون محاسب نفسه
، فاذا رأى حسنة استزاد منها ، وإن رأى سيئة استغفر منها ؛ لئلا يخزى يوم القيامة
(2).
وقال الاِمام موسى بن جعفر عليه السلام :
« ليس منّا من لم يحاسب نفسه في
كل يوم ، فإن عمل حسناً استزاد الله ، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه وتاب إليه
(3).
ومحاسبة النفس تتم على أساس عرض السيرة والممارسة على الموازين والمعايير
الثابتة ، فهي الميزان والمعيار في التقييم الذاتي ومعرفة النفس
ومحاسبتها
.
____________
(1)
نهج البلاغة : 506
.
(2)
تحف العقول
/
الحرّاني : ص 221
.
(3)
الكافي / الكليني : 2
/ 453.
قال أمير المؤمنين عليه
السلام
:
المرآة التي ينظر الإنسان فيها إلى أخلاقه هي الناس ؛ لأنّه يرى محاسنه من أوليائه
منهم ، ومساويه من أعدائه فيهم »
(1)
.
وقال الإمام محمد الجواد عليه السلام
:
المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممّن ينصحه »(2)
.
وقال
الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
« أحبّ اخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي
(3).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام :
« من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع
الخطأ »
(4)
والتقييم الاجتماعي قد يكون علنياً أو سرّياً ، وبما أن الإنسان
دائماً يعتز بنفسه ورأيه ، فانّه لا يتنازل عن رأيه أو موقفه إلاّ إذا اطمأنّ انّ
الناصح له مخلص في نصيحته ويريد له الصلاح والخير ، وهذا الاطمئنان غالباً ما يتأتى
إذا كان الناصح رفيقاً به ينصحه باسلوب شيّق وجذّاب ، أو ينصحه سرّاً لا أمام الناس
، لأنّ النصح أمام الناس كشف للأخطاء وأحياناً يكون إهانة وتشهيراً له ، وبهذا
الاُسلوب لا يحقّق المصلح أيّ تقدّم ملحوظ
.
قال أمير المؤمنين عليه السلام
:
النصح بين الملأ تقريع »(5)
وقال الإمام الحسن العسكري عليه السلام :
« من وعظ
أخاه سرّاً فقد زانه ، ومن وعظه علانية علا شانه
____________
(1)
شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد : 20
/ 271.
(2)
تحف العقول / الحرّاني : ص 340
.
(3)
المصدر السابق نفسه : ص
273.
(4)
الكافي / الكليني : 8 / 22
.
(5)
شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد
: 20 / 341.
زيارات الملف الشخصي :
167795
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.36 يوميا
المعارف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى المعارف
البحث عن المشاركات التي كتبها المعارف