عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-27-2011, 09:28 PM
المراقبين
نورجهان غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Apr 2011
 فترة الأقامة : 4823 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM)
 المشاركات : 4,993 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي دور الدعاء في بناء الإنسان



[ALIGN=CENTER]





سئل الإمام الصادق(ع) عن الله تعالى فقال لسائله: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال: بلى.. قال(ع): فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك؟ فقال: بلى.. قال(ع): فهل تعلق قلبك هناك إن شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ قال: بلى.. قال(ع): فذاك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منج و على الإغاثة حيث لا مغيث..
في هذا الحوار عدة أمور هامة:-
(أولا):- التوجه الطبيعي إلى الله تعالى..
(ثانيا):- إن الذي يحول بين الإنسان و توجهه إلى ربه إنما هي الذنوب التي تشكل حاجزا( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) إلا إن هذا الرين يزول ساعات الشدة فيكون الاتصال..
(ثالثا):- الإنسان ينبغي أن يكون متوجها إلى ربه متعلقا به في العسر و اليسر لان التوجه في حالة العسر فقط لا يعد كمالا لاضطرار الإنسان إلى هذا التوجه بعد انقطاع الأسباب.. إن المتوجه في هذه الحالة لا يحتاج إلى دعوة خاصة لأنه مقهور إلا إن الحالة الأخرى(اليسر) هي التي تعد كمالا للنفس حيث يسمو الإنسان باختياره و ينقطع بإرادته من كل الأسباب..
إن الدعاء في كل الأحوال يعبر عن جانب الافتقار في الإنسان و حاجته.. و يعبر من جانب آخر عن الغنى المطلق لله تعالى (يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله و الله هو الغني الحميد)..
يقول الإمام الصادق(ع):- الدعاء مخ العبادة ...لأنه يقرب المدعو و يحكم الصلة به ليتكامل و يسمو نحو القمة..
إن النتيجة الحتمية من الدعاء الصادق المخلص بشرطه و شروطه هي الإجابة (و قال ربكم ادعوني استجب لكم).. و في الحديث:- ادع و لا تقل إن الأمر قد فرغ منه إن عند الله منزلة لا تنال إلا بمسألته و لو أن عبدا سد فاه و لم يسأل لم يعط شيئا فاسأل تعط انه ليس باب يقرع إلا يوشك أن يفتح لصاحبه..
شروط الدعاء
- أول الشروط الإيمان بالله و الاستجابة له أمرا و نهيا..
- ثاني الشروط أن تتملك الإنسان الرغبة و الطلب الجدي حيث تصبح كل شرائح وجوده معبرة عن طلبه..
- ثالث الشروط الثقة بالاستجابة ففي الحديث( إذا دعوت فظن حاجتك بالباب)..
- رابع الشروط أن تكون شئون الداعي كلها متناغمة مع الدعاء فالقلب لابد أن يكون نظيفا و طاهرا و لم يسلك لعيشه طرق الحرام و لا يحمل على عاتقه وزرا و مظلمة لأحد..ففي الحديث( إن رجلا قال لرسول الله(ص): احب أن يستجاب دعائي .. فقال(ص): طهر قلبك و لا تدخل بطنك الحرام)..
و عن السجاد(ع): إن الذنوب التي ترد الدعاء , سوء النية و خبث السريرة و النفاق مع الأخوان و ترك التصديق للإجابة و تأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها و ترك التقرب إلى الله عز وجل بالبر و الصدقة و استعمال البذاء و الفحش في القول..
- خامس الشروط أن لا يكتفي بالدعاء وحده لتحقيق المطالب بل لابد أن يقرن بالعمل و السعي و الجد..
يقول الإمام علي(ع):- الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر.. و عن الصادق(ع):- أربعة لا تستجاب لهم دعوة (منهم)- رجل جالس في بيته يقول: اللهم ارزقني فيقال له: ألم آمرك في الطلب؟
و ليس معنى الإجابة هي تحقق المطلوب بل هي واحدة من صور الإجابة و هناك صورتان هما:
- تأخير المطلوب إلى الآخرة..
- أن يدفع من السوء مثلها
في الحديث:- ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطيعة رحم و لا استجلاب إثم إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث.. أما أن يعجل له دعوته و إما أن يؤخرها له في الآخرة و إما أن يصرف عنه السوء مثلها

أتمنى للجميع وقت مفيد
تحياااتي لكم
نورجهان

[/ALIGN]




رد مع اقتباس