الموضوع: الشعر الحسيني
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2017, 06:32 AM   #2
المراقبين


الصورة الرمزية شجون الزهراء
شجون الزهراء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل :  Mar 2012
 أخر زيارة : اليوم (01:53 AM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الممارسة الثانية: في الشعر الحسيني.
نحن نحضر هذه المجالس الشريفة والمحافل ونقرأ ألوان من الشعر ونستمع إلى أصناف وألوان من الشعر الحسيني، هنا ربما نواجه بسؤال: ما الفائدة في هذا الشعر وإلى متى أنتم تقرؤون هذا الشعر؟ هذه الأشعار والقصائد التي تتلى وترتل في مآتم الحسين وفي محافل الحسين ما هو الجدوى منها وما هي الفائدة من قراءتها؟ نحن الآن منذ مئات السنين نقرأ هذه الأشعار ونقرأ هذه القصائد فماذا استفدنا منها وما الذي حصلنا عليه من هذه الأشعار والقصائد؟ هناك عدة مضامين عظيمة تتضمنها هذه الأشعار، أنت عندما تسمع هذا الشعر تسمعه وتعزف معه دون أن تتأمل في مضمونه ومعناه، لابد أن تتأمل في مضامين ما تسمع، لابد أن تتأمل في المعاني التي تسمعها من خلال الشعر، أنت عندما تأتي إلى المجالس الحسينية حاول أن تستفيد من الشعر الذي يقرؤه الخطيب وليس فقط من موضوع الخطيب، هناك عدة مضامين عالية تتضمنها الأشعار الحسينية نطرح عدة مضامين منها:
المضمون الأول:
ربط الحسين بحركة الأنبياء، قصيدة قديمة كلكم تسمعوها للشيخ صالح الكواز، يقول:
خرج الحسين من المدينة واردًا

قد كان موسى والمنية دونه

وله تجلى الله جل جلاه في

وهناك خر وكل عضو قد




لا ماء مدين بل نجيع دمائي

جاءت ماشية على استحياء

طور وادي الطف لا سيناء

غدا منه الكليم مكلم الأحشاء
تشبيه حركة الحسين بحركة الأنبياء مضمون عظيم جدًا نقرؤه ولا نلتفت إليه، أنت تقرأ في زيارة وارث: ”السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وراث نوح نبي الله، السلام عليك يا وراث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله“ ورثهم الحسين في ماذا؟ ورث منهم الأموال، ورث منهم العقار؟! ورث منهم الحسين ماذا؟ الحسين ورث الأنبياء في ماذا؟ في خطه في بذل دمه في تضحياته في جهاده، حركة الحسين هي حركة الأنبياء، «السلام عليك يا وراث آدم صفوة الله» منذ آدم إلى الحسين حركة واحدة وخط واحد، ولذلك تسمع الإمام الحسين يقول: «خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف وخير لي مصرع أنا لاقيه، لا محيص من يوم خط بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين لن تشد - لاحظ هذه العبارة - عن رسول الله لحمته» نحن على خط رسول الله لا نشد عنه ﴿إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ «33» ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ﴾ يعني حركة واحدة وخط واحد.
المضمون الثاني:
أنت تقرأ في الشعر الحسيني ما يدل على امتداد المظلومية منذ وفاة رسول الله وإلى يوم الحسين ، الشيخ صالح الكواز يقول:
برقي منبره رقي في كربلاء

لولا سقوط جنين فاطمة لما

وبكسر ذاك الضلع رضت أضلع

وكذا علي قوده بنجاده

وكما لفاطم رنة من خلفه






صدر وطرج بالدماء جبين

أوذي لها في كربلاء جنين

في ظلها سر الإله مصون

فله علي بالوثاق قرين

لبناتها خلف العليل رنين
السيد صالح الحلي يقول:
قد ورثت زينب من أمها

وزادت البنت على أمها من
كل الذي جرى عليها وصار

دارها تهدى إلى شر دار
هذه معلومة تاريخية مهمة، هذا ليس كلامًا فارغًا، هذا ليس شعر شاعر بل هذه معلومات تاريخية، أبو بكر بن قريعة من شعراء القرن الأول يقول:
يا من يسائل دائمًا عن كل معضلة سخيفة

لا تكشفن مغطأ فلربما كشفت جيفة

ولربما سور بدا كالشمس من تحت القطيفة

إن الجواب لحاضر لكنني أخفيه خيفة

لولا اعتداء رعية ألقى سياستها الخليفة

وسيوف أعداء بها هامتنا نقيفة

لأجبتكم أن الحسين أصيب في يوم السقيفة

ولأي شيء ألحدت في الليل فاطمة الشريفة

آه لبنت محمد ماتت بغضتها أسيفة
هذا الشعر يريد أن يعلمك على أن المسلمين مظلمون منذ أول يوم ولا تنفك مظلمويتهم حتى يظهر قائم آل بيت محمد، الأحاديث تؤكد «لا يزال شيعتنا بغم وحزن حتى يظهر قائمنا» وقد ورد عن الرسول الأعظم مستفيضًا في كتب الشيعة والسنة: «لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض قسطًا وعدلا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا» إذا لا تبتئس ولا تقنط ولا تحزن، أنت مسلم مظلوم في مبادئك ومظلوم في التزامك ومظلوم في ثباتك إلى أن يظهر قائم آل محمد.
المضمون الثالث:
ربط حركة الحسين بحركة الإمام المنتظر عجل الله فرجه، اقرأ شعر السيد حيدر الحلي:
الله يا حامي الشريعة

كم ذا القعود ودينكم

تنعى الفروع أصوله

ماذا يهيج إن صبرت

أترى تجيء فجيعة

حيث الحسين على الثرى








أتغض وهي كذا مروعة

هدمت قواعده الرفيعة

وأصوله تنعى فروعه

لوقعة الطف الفظيعة

بأمض من تلك الفجيعة

خيل العدى طحنت ضلوعه
ويقول أيضًا:
أدرك فراسك أيها الموتور

عذبت دماؤكم لشارب علها

ما صارم إلا وفي شفراته

أنت الولي لمن بظلم قتلوا




فلكم بكل يد دم مهدور

وصفت فلا رنق ولا تكدير

نحر لآل محمد منحور

وعلى العدى سلطانك المنصور
هذا الشعر يؤكد لنا أن الإمام المنتظر امتداد لصرخة الحسين، الصرخة التي انطلقت يوم عاشوراء وعلى تلال كربلاء من شفاه الحسين سوف يمتد صداها ورجعها إلى الإمام المنتظر عجل الله فرجه، لذا تقرأ في التاريخ أن الإمام يخرج في يوم عاشوراء، باعتبار أنه يوم تغلي فيه دماء المسلمين، بينما هم يحتفلون بمأساة الحسين وتغلي حرارة المأساة في مشاعرهم وإذا بهم يسمعون خبر ظهور الإمام سلام الله عليه فيتواصل الحماس والحرارة لنصرة الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف، المسألة ليست مسألة ثارات شخصية، لا، المسألة مسألة دين وخط، أنت تقرأ في زيارة الحسين: ”السلام عليك يا ثار الله“ ما معنى ثار الله؟ الثار هو الدم، لكل دم ولي يطالب به، لو قتل إنسان فإن وليه أبوه أو أخوه أو ولده، القرآن الكريم يقول: ﴿وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا﴾ كل دم له ولي فمن هو ولي دم الحسين؟ دم الحسين لم يراق في هدف دنيوي، دم الحسين أريق في سبيل إعلاء كلمة الله، ”ألا وإني متقدم بهذه الأسرة مع قلة العدد وخذلنا الناصر، ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين الثلة والذلة وهيهات لنا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وجذور طابت وحجور طهرت وأنوف حمية ونفوس أبية أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام“ السيدة زينب عندما مدت يديها تحت جسد الحسين قالت: ”اللهم تقبل منا هذا القربان“ إذًا الحسين دمه أريق لله فوليه الله تبارك وتعالى، لذلك تقرأ في الزيارة: ”السلام عليك يا ثار الله“ ليس ثار أحد، دم الحسين أريق لله فوليه هو الله، والذي يحقق ثأر الله هو الإمام المنتظر عجل الله فرجه إذا خرج ورفع الراية مكتوب عليها: يا لثارات الحسين.
المضمون الرابع:
أن الحسين إرادة حديدية، الحسين ليس إنسانًا عاديًا، السيد حيدر الحلي يقول:
كفاني ضنًا أنا أرى بالحسين

وأغضبت الله في حقه

عشية أنهضها بغيها

وسامته يركب إحدى اثنتين

فإما أن يرى مذعنًا أو تموت

فقال لها اعتصمي بالإبا

وأضرمها لعنان السماء

تزيد الطلاقة في وجه

فلما قضى للعلا حقها

ترجل للموت عن سابق

كأن المنية كانت لديه

فبات بها تحت ليل الكفاح

فما أجلت الحرب عن مثله

عفيرًا متى عاينته الكمات



شفت آل مروان أضغانها


وأرضت بذلك شيطانها


فجاءته تركب طغيانها


وقد صرت الحرب أسنانها


نفس أبى العز إذعانها


فنفس الأبي وما زانها


حمراء تلفح أعنانها


إذا غير الرعب ألوانها


وشيد بالسيف بنيانها


له أخلت الخيل ميدانها


فتاة تواصل خلصانها


طروبًا نقيب جذلانها


صريعًا يجبن شجعانها


يختطف الرعب ألوانها

ما معنى هذا الشعر؟ يجب أن تتأمل في معناه، السيد حيدر نفسه يشرح هذا الشعر في قصيدة له أخرى:

طمعت أن تسومه القوم ضيمًا


وأبى أن يعيش إلا عزيزًا


كيف يلوي على الدنية جيدًا



فأبى الله والحسام الصنيع


أو تجلى الكفاح وهو صريع


لسوى الله ما لواه الخضوع

















 
 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.


رد مع اقتباس