عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2016, 10:42 PM   #2
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



إبنعساكر- ترجمةالإمام الحسين ) - رقم الصفحة : ( 347 ) - الهامش

-
روى أنس بنالحارث بن نبيه ، عن أبيه الحارث بن نبيه - وكان من أصحاب النبي (ص) من أهل الصفة - قال :سمعت رسول الله (ص) والحسين في حجره يقول : إن إبني هذايقتل في أرض يقال لها : العراق ، فمن أدركه فلينصره، فقتل أنس بن الحارث معالحسين
أما إذا كان القائلون لذلك الكلام يرفضون القرآن الحكيم وحديث النبي الكريم ‏‏(صلى الله عليه وآله) ويريدون جوابا يوافق المقاييس المادية والسياسة ‏الدنيوية.‏
فأقول أولا: إذا كان الحسين عليه السلام نهض لطلب الحكم ولأجل الوصول ‏إلى الرئاسة، فما معنى حمله العيال والأطفال معه؟ فإن الذي يطلب الدنيا ‏يدع أهله وعياله في مأمن ثم يخرج، فإن نال المقصود ينضم أهله إليه، وإذا ‏قتل فأهله يكونون في أمان من شر الأعداء.‏
ثانيا: الثائر الذي يطلب الدنيا يسعى لجمع الأنصار، ويكثر من المقاتلين ‏والأعوان، ويعدهم النصر والوصول إلى الحكومة والرئاسة، ولكن أبا عبد ‏الله الحسين عليه السلام من حين خروجه من المدينة إلى مكة، وبعده من ‏مكة إلى العراق، كان يعلن بأنه مقتول لا محالة، وأن أنصاره وأعوانه ‏يقتلون أيضا، وأن أهله وعياله وأطفاله يسبون من بعده، فقد كتب من مكة ‏إلى أخيه محمد بن الحنفية وهو في المدينة.‏
بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قِبَلَه ‏من بني هاشم، أما بعد، فإن من لحق بي استشهد! ومن لم يلحق بي لم يدرك ‏الفتح، والسلام.‏



[ أعلن عليه السلام أن الفتح الذي يطلبه لا يكون إلا في شهادته وشهادة ‏أنصاره وأهل بيته!! ].‏
خطبة الحسين عليه السلام عند الخروج من مكة
لقد ذكر مؤرخو الفريقين أنه عليه السلام لما عزم على الخروج إلى العراق ‏قام خطيبا فقال:‏
" الحمد لله و ما شاء الله و لا حول و لا قوة إلا بالله و صلى الله على ‏رسوله و سلم خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة و ما ‏أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف و خير لي مصرع أنا لاقيه ‏كأني بأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء فيملأن مني ‏أكراشا جوفا و أجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضي الله رضانا ‏أهل البيت نصبر على بلائه و يوفينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول الله ‏لحمته و هي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم عينه و تنجز لهم وعده ‏من كان فينا باذلا مهجته موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل ‏مصبحا إن شاء الله تعالى ".‏
وفي طريقه إلى كربلاء، لما وصل إليه خبر مقتل سفيره مسلم بن عقيل ‏أعلن الخبر في أصحابه ولم يكتمه عنهم، بل وقف يخطب فيهم وينبئهم ‏قائلا: " بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإنه قد أتاني خبر فظيع، قتل مسلم ‏بن عقيل وهانئ بن عروة وعبد الله بن يقطر، وقد خذلنا شيعتنا، فمن أحب ‏منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج ‏



ليس عليه ذمام ".‏
فتفرق الناس عنه وأخذوا يمينا وشمالا حتى بقي من أصحابه الذين جاءوا ‏معه من المدينة ونفر يسير ممن انضموا إليه، فلو كان عليه السلام يطلب ‏الحومة والرئاسة، لما فرق أصحابه، بل كان يشد عزائمهم ويطمئنهم ‏بالنصر ويغريهم بالمال والولايات، كما هو شأن كل قائد سياسي ومادي مع ‏جنوده.‏
وكذلك لما التقى عليه السلام بالحر بن يزيد الرياحي وجنوده، وقد أخذ ‏العطش منهم كل مأخذ وقد أشرفوا على الموت، فسقاهم الحسين عليه السلام ‏وروّاهم حتى أنقذهم من الهلاك، وهو عليه السلام يعلم أنهم ضده وليسوا من ‏أنصاره.‏
فلو كان الحسين عليه السلام يطلب الدنيا والحكم لاغتنم الفرصة في الحر ‏وأصحابه وتركهم يموتون عطشا، ثم يمضي هو عليه السلام إلى ما يرده، ‏وربما لو كان ذلك لكانت المقاييس تنقلب، وكان التاريخ غير ما نقرأه اليوم!‏
وكذلك خطبته عليه السلام ليلة العاشر من المحرم، حينما جمع أصحابه ‏وأذن لهم أن يذهبوا ويتفرقوا عنه ويتركوه مع الأعداء، لأنهم لا يردون ‏غيره ، ولكنهم قالوا: إنهم يحبون أن يقتلوا دونه، ولا يريدون العيش بعده، ‏وقد صد قوا.‏
وفي ظلام الليلة العاشرة من المحرم التحق به عليه السلام ثلاثون رجلا من ‏معسكر ابن زياد، لأنهم سمعوا صوت القرآن والدعاء يعلو في معسكر ‏الحسين فانضموا إليه وكانوا من المستشهدين بين يديه.‏



وفي صبيحة اليوم العاشر، لما سمع الحر الرياحي، ذلك القائد، كلام الحسين ‏عليه السلام واحتجاجه على عساكر الكوفة، عرف أن الحق مع الحسين عليه ‏السلام فترك جيشه ـ وهم ألف فارس تحت رايته ـ وجاء نحو الحسين ‏عليه السلام وتاب على يديه وكان من المستشهدين.‏


 

رد مع اقتباس