بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
يوم من أيام الرحمة والبركة التي حلت على شيعة آل محمد ، أشرقت فيها شمس إمامهم التاسع ، باب المراد الإمام الجواد عليه السلام ، فهنيئاً لهم ميلاده المبارك المضيء بشعاع العلم والناشر لطيب الصفات ..
الكلام في سيرة الإمام الجواد عليه السلام يحتاج لوقفة طويلة ومحطتي معكم قصيرة لا تفي إلا لذكر يسير من تلك السيرة الحافلة بالعطاء والمفعمة بالخير والبركات ، لذا سأحصر الكلام في التطرق لعلمه الذي حيَّر العقول وأجبر العدو قبل الصديق أن يشهد بتفوقه على علماء زمانه ..
أقر المأمون العباسي بتفوق الإمام الجواد في العلم والمعرفة بقوله وأما أبو جعفر محمد بن علي فقد اخترته لتفوِّقه على أهل الفضل كافة في العلم والثقافة مع صغر سنه وأنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فتعلمون أن الرأي ما رأيت فيه ..
حينما اجتهد العباسيون في اقناع المأمون بالعدل عن تزيج ابنته من الإمام الجواد عليه السلام أمرهم أن يعقدوا له مجلساً يمتحنونه فيه ، فعقدوا له ذلك المجلس ، أجاب فيه الإمام على 30000 مسألة أجبر بها علماء عصره بالخضوع والتسليم بأنه عليه السلام نبع ماء لا ينضب يجري في العروق ليروي العقول وشمس هدى تشع بنور العلم والمعرفة ..