بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

أيام خير وبركة تعيشها الأمة بطيب ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وكذلك بزوغ نجم حفيده وناشر علومه التي عمل الأمويون على طمسها ووضع أحاديث مكذوبة تنسجم وسلطانهم البائد ، إنه (الإمام جعفر بن محمد الصادق) عليه السلام ..

لتكن وقفتي معكم أحبتي والإمام جعفر الصادق عليه السلام الذي أتيحت له الفرصة لإظهار علوم الدين نظراً لانشغال الأمويون والعباسيون بحروب طاحنة لاحتكار السلطة والتي تمكن فيها العباسيون من نزع الملك من الأمويين والتربع عرش الحكم لإكمال ما بدأ به الأمويون من عداء لآل البيت ومحاربة كل ما له صلة بهم بنسب أو معتقد ..

ولد الإمام الصادق عليه السلام في السابع عشر من ربيع الأول سنة 83هـ ، وافقت ولادته الميمونة ولادة جده المصطفى صلى الله عليه وآله صاحب الرسالة الأصيلة التي أبى الله إلا أن تكون خالدة رغماً عن أنوف الطغاة ، فكان للإمام الدور العظيم في إظهار علومها النيرة في شتى المجالات للأمة لتستضيء وتهتدي إلى طريق الحق الذي عبَّده رسول الله وأرادت أن تفسده سلطة البغي الأموي لولا دماء الحسين التي سفكت في كربلاء والتي بها بقى الدين سوياً ، أجلى الإمام الصادق الغبار عن ذلك الطريق ليبقى نبراساً يسعى لسلوكه كل من أراد أن يرتقي درجات سلم الكمال ..

لتصدح الحناجر في هذه الأيام بأهازيج الفرح ولتظهر الشعراء قرائحها طرباً ، فلقد ولُد امظهر علوم المصطفى وأستاذ المدرسة العلوية التي خرَّجت آلاف العلماء وسرحتهم في أصقاع الأرض المختلفة لينشروا ما تعلموه منها فيضيئوا بها عقولاً ويطيبوا بها نفوساً ويمحوا بها جهلاً طغا بفعل دولة البغاة ..