الموضوع: الأسوة الحسنة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-09-2015, 09:47 AM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 4749 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الأسوة الحسنة



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا 21 سورة الأحزاب

تطيب النفوس وتتزين العقول في هذه الدقائق بذكر خير الأنبياء وسيد الأنام ذلك العظيم الذي اختاره الله لأن يكون خاتم الأنبياء ورسالته خاتم الرسالات ، بها كمل الدين وبها تمت الأخلاق وبأوصيائه يُظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون لتتم النعمة ويكون الدين هو المرتضى بعد أن تتهاوى المعتقدات الباطلة وتنحسر الأفكار المضلة التي بها اشتعلت الفتن واستشرى الفساد ..

الكلام على جماليته ينحسر فهو وربي في صفه من وصفه الخالق العظيم بأنه على خُلق عظيم وأنه المرسل رحمة للعالمين وبمن قال عن نفسه إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ..

جميل أن نكون لرسول الله متبعون وبه متأسون وبما جاء به آخذون وبما نهى عنه منتهون فهو وربي أراد لنا الخير وعبد لنا طريق الصلاح لنسلكه بسلام فنصل إلى دار السلام راضين مرضيين هانئين برضوان الله ونعيم مقيم ..

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله طبيباً يداوي النفوس وعطاراً يزكي القلوب وشمساً تضيء العقول ، كان قبل أن يخلق الله الخلق نوراً يُسبح الله ويمجده ولما خلق الخلق أراد له أن يتقلب في الًصلاب الشامخة والأرحام المطهرة كي يبقى نزيها عن الأرجاس ، ولما أراد الله لنوره الظهور هيأ الأسباب ليزهو نور حبيبه فيضيء الكون بأسره ..

عُرف صلى الله عليه وآله بالصادق الأمين على مدى 40 عاماً من عمره ، ولما بُعث بالرسالة لاقى أشد الأذى من قومه لكنه لم ينقم أو يتحامل عليهم بل كان يدعو لهم (اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون) ولما استتب له الأمر بعد هجرته المباركة جسَّد القول بالفعل حيث تمكن من القوم الذين آذوه فكان رحيماً بهم حليماً عليهم أطلقهم وقد ظنوا أنهم قاتلهم لا محالة ..

قبل أن تُختم حياته صلى الله عليه وآله أراد الله أن يثبت ما جاء به صلى الله عليه وآله من صفات الكمال وعظيم الخلق فأمره الجليل أن يُنصِّب تلميذه وحامي رسالته ونفسه ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى وصياً وإماماً يهدي الأمة كي لا تضل ولا تهوى ..

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ 67 سورة المائدة ..


امتثل رسول الله صلى الله عليه وآله لأمر ربه وأخذ بعضد ابن عمه علي بمرأى من أكثر من 120000 ممن رافقوه صلى الله عللهي وآله في حجه وقام خاطباً (أَلست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) وحينما قالوا نعم قال: (من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) ، ولما أتمَّ خطبته أمر القوم أن يسلموا على عليٍّ بالأُمرة ويهنئوه بالإمامة ..


أمر الله رسوله أن يكون أجر رسالته المودة بأهل بيته ، قال تعالى: ....قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... 23 سورة الشورى ..


أراد النبي صلى الله عليه وآله بالأمة الإرتقاء لكنها أبت إلى التسافل فقابلت ما أوصاها به بالجفاء ، يوصيها الخير بأهل بيته فتقابله بقول كفانا كتاب لله ، يقول للقوم أئتوني بدواة وكتف أكتب لكم كتباً لن تضلوا بعده أبداً فيقوم من لايريد بالأمة خيراً ويجابهه بقوله إن الرجل ليهجر ..


لو اتبعت الأمة رسول الله وأخذت بوصيته وتأست بعظيم خلقه لما آل مآلها إلى ماهي عليه اليوم ، لقد رحل الحبيب وهو حامل هم مايئول إليه مصير الأمة بسبب بُعدها عمن ولَّاه الله الأمر عليها بعده وجعله عليها إماماً هادياً يسلك بها طريق الحق ويجنبها الوقوع في أوحال الضلال فأنا لله وإنا إليه راجعون ..





رد مع اقتباس