الموضوع: شهادة الحسن
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-19-2015, 07:31 AM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 4746 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي شهادة الحسن



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

لهفي على الحسن الزكي وما فعلت .. به الأعادي وما لاقى من المحن
سقته بغياً نقيع السم لا سُقيت .. صوب الحيا من غوادي عارض المزن ..

لم تنطفئ نار الحقد الأموي من قلب رأس النفاق بقتل أمير المؤمنين علي عليه السلام بل تأججت وطال لهيبها ولما كادت أن تأكل قلبه المريض وجَّه سهام حقده على سبط رسول الله الأكبر الإمام الحسن عليه السلام ، نظراً لما يتمتع به الإمام من صفات الكمال الُمطيبة للنفوس والمُزينة للعقول وإن لم يتسنى له الحكم الظاهري بسبب المؤامرة الدنيئة التي حلت بجيشه من قِّبل ضعاف النفوس الذين اشتراهم معاوية ناقص الخُلُق بدرهمٍ ودينار ليكونوا إلباً على الإمام بعد أن كانوا له أنصاراً مما دعا بالإمام للقبول بالصلح حقناً للدماء وحفاظاً على الشريعة المقدسة ..

استعان زعيم الفئة الباغية في الخلاص من الإمام الحسن عليه السلام بامرأة تربت في أحضان الشيطان ، بعد أن منَّاها بزواجها من ابنه الفاسق يزيد ومكافئتها بألف دينار إن هي قتلت الإمام زوجها وولي نعمتها ..

بعد موافقة جعدة بنت الأشعث زوجة الإمام الحسن على قتله دزَّ إليها معاوية سماً نقيعاً عن طريق مروان بن الحكم بعثه إليه ملك الروم بناءاً على طلبه ..

نفَّذت ربيبة السوء بُغية معاوية وسقت الإمام ذلك السم بعد أن مزجته بلبن أو عسلٍ تناوله على معدة فارغة بعد نهارٍ كان فيه صائماً ..

عان مولانا الحسن عليه السلام من ذلك السم 40 يوماً قذف خلالها كبده قطعة قطعة واخضر لونه وتورم جسمه ولما حضرته الوفاة توجه لخالقه مناجياً وله شاكياً (اللهُمَّ إني أحتسب عندك نفسي ، فإنها أعزُّ الأنفس عليَّ ، لم أُصَب بمثلها ، اللَّهُمَّ آنِسْ صرعتي ، وآنس في القبر وحدتي ، ولقد حاقت شربَتُه - أي معاوية - ، والله ما وفيَ بما وعد ، ولا صَدَق فيما قال) ..

وبعد أن فاضت روح مولانا الإمام الحسن الطاهرة إلى بارئها أراد الحسين عليه السلام أن يجدد العهد به مع جده المصطفى بناءاً وصيته قبل أن يسجى التراب ، حمل جنازته وثلة من بني هاشم والمهاجرين والأنصار إلى حيث قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ولمَّا رأت عائشة الجنازة متوجهة لقبر المصطفى صاحتيا رُبَّ هيجاء هي خير من دعة ! ، أيُدفن عثمان بأقصى المدينة ويُدفَن الحسن عند جدِّه ثم ركبت بغلة شهباء وصاحت بالهاشميين نحوا ابنكم واذهبوا به فإنكم قوم خصمون ..

رُشقت جنازة الإمام الحسن عليه السلام بسهام البغي ولولا وصيته لأخيه الإمام الحسين بأن لا يراق في تشييعه ملء محجمة من دمٍ لكانت ردة الفعل من بني هاشم وخيمة على بني أمية وأعوانهم الملاعين ، لكن مولانا الحسين عليه السلام تدارك الأمر بقوله (الله الله يا بني هاشم ، لا تضيِّعوا وصية أخي ، واعدلوا به إلى البقيع ، فإنه أقسم عليَّ إن أنا مُنعت من دفنه عند جدِّه إذاً لا أُخاصم فيه أحداً ، وأن أدفنه في البقيع مع أُمِّه) ..




رد مع اقتباس