عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 11:01 PM   #3
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ويجوز الدعاء في القنوت بكل ما جرى على اللسان، لما روي عن إسماعيل بن الفضل، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القنوت وما يقال فيه، فقال (عليه السلام): (ما قضى الله على لسانك، ولا أعلم فيه شيئا مؤقتا) (1). ويستحب الدعاء بالمأثور لتجاوز الخطأ واللحن الشائع على الألسن في هذا الزمان، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (يجزيك في القنوت: اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا وأعف عنا في الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير) (2). الدعاء في السجود: إن الدعاء هو الاقبال إلى الله تعالى والانقطاع إليه ليتحقق القرب من منازل الرحمة الالهية، والسجود باعتباره روح العبادة حيث تتجلى فيه منتهى العبودية والخضوع للواحد الأحد يحقق الغرض المراد من الدعاء، وهو القرب من رحاب الخالق جل وعلا، فعلى العبد أن ينتهز فرصة القرب ليسأل من خزائن رحمة ربه وذخائر مغفرته. قال الإمام الصادق (عليه السلام): (عليك بالدعاء وأنت ساجد، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد) (3). وعنه (عليه السلام): (إن العبد إذا سجد فقال: يا رب يا رب حتى ينقطع نفسه، قال له الرب: لبيك ما حاجتك) (4).
(هامش)
(1) الكافي 3: 340 / 8. والتهذيب 2: 314 / 1281. (2) الكافي 3: 340 / 12. والتهذيب 2: 87 / 322. (3) الكافي 3: 324 / 11. (4) بحار الأنوار 86: 205 / 19. (*)
ص 23
ويستحب أن يدعو العبد بالمأثور أثناء السجود، فعن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه إذا دعا ربه وهو ساجد، فأي شيء تقول إذا سجدت؟). قلت: علمني - جعلت فداك - ما أقول؟ قال (عليه السلام): (قل: يا رب الأرباب، ويا ملك الملوك، ويا سيد السادات، ويا جبار الجبابرة، ويا إله الآلهة، صل على محمد وآل محمد وافعل بي كذا وكذا. ثم قل: فإني عبدك، ناصيتي بيدك، ثم ادع بما شئت وسله، فإنه جواد ولا يتعاظمه شيء) (1). وعنه (عليه السلام): (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا وضع وجهه للسجود يقول: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي، فاغفر لي ذنوبي يا حيا لا يموت) (2). وسنأتي على الموارد الاخرى من مظاهر العبادة التي تقترن بالدعاء في الفصل الثالث عند ذكر تأثير عامل الزمان والمكان في استجابة الدعاء.
(هامش)
(1) الكافي 3: 323 / 7. (2) سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): 337 / 392. (*)
ص 25


الفصل الثاني :
آداب الدعاء وشروطه
لقد حددت النصوص الإسلامية آدابا للدعاء وقررت شروطا، لا بد للداعي أن يراعيها كي يتقرب إلى خزائن رحمة الله تعالى وذخائر لطفه، ويتحقق مطلوبه من الدعاء، وإذا أهملها الداعي فلا تتحقق له الاستجابة المرجوة من الدعاء ولا تحصل له نورانية القلب وتهذيب النفس وسمو الروح المطلوبة في الدعاء. وفيما يلي أهم هذه الشروط والآداب:
1 - الطهارة: من آداب الدعاء أن يكون الداعي على وضوء، سيما إذا أراد الدعاء عقيب الصلاة، فقد روى مسمع عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (يا مسمع، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده، فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما؟ أما سمعت الله يقول: *(واستعينوا بالصبر والصلاة)*؟) (1).
(هامش)
(1) تفسير العياشي 1: 43 / 139. (*)
ص 26
2 - الصدقة وشم الطيب والرواح إلى المسجد: روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (كان أبي إذا طلب الحاجة... قدم شيئا فتصدق به، وشم شيئا من طيب، وراح إلى المسجد..) (1).
3 - الصلاة: ويستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بالدعاء، للرواية المتقدمة في الطهارة، ولما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين، فأتم ركوعهما وسجودهما، ثم سلم وأثنى على الله عز وجل وعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم سأل حاجته، فقد طلب الخير في مظانه، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب) (2).
4 - البسملة: ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه بالبسملة، لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم) (3).
5 - الثناء على الله تعالى: الثناء على الله سبحانه اعتراف بالوحدانية، وتحقيق للانقطاع التام إلى الله تعالى دون ما سواه، فينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (الحمد لله الذي جعل
(هامش)
(1) الكافي 2: 347 / 7. (2) بحار الأنوار 93: 314 / 20. (3) بحار الأنوار 93: 313. (*)

يتبع


 

رد مع اقتباس