عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2015, 05:15 PM   #6
عضو مميز


الصورة الرمزية الشيخ عباس محمد
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 762
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-15-2017 (06:01 PM)
 المشاركات : 475 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




93- معرفة الإمام!..
إن الموت عبارة عن لقاء مع رب كريم!.. فلماذا لا نحول الطاعة، إلى طاعة من نحب؟.. ولماذا نعمل بالفرائض الإلهية على أنها أوامر إلزامية، وخوفا من النار؟.. ولماذا نحضر هذه المجالس، طلباً لبعض المزايا، وقضاء الحوائج؟.. فالحسين (ع) من أحب العباد إلى الله عز وجل، فهو صاحب دعاء عرفة، الذي كان يناجي الله -عز وجل- ويقول: (إلهي!.. عميت عين لا تراك.. ألغيرك من الظهور ما ليس لك)!.. هذه العبارات التي أطلقها الحسين (ع) في يوم عرفة، وعيونه تجري كأفواه القرب، كان يستطعم كما يستطعم المسكين.. وإذا به يعامل هذه المعاملة.. نعم، عندما نزداد معرفة بالإمام، يزداد تفاعلنا مع ذكره.

94- روح الحسين(ع)!..
إن سورة الفجر هي سورة الحسين (ع).. {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.. وكأن الله -عز وجل- أعارنا روح الحسين، وبعثه للدنيا.. كانوا أنوارا في العرش محدقين، فمنّ الله علينا وأنزلهم إلى الأرض، أهل الأرض ما عرفوا قيمتهم، لا المحبون ولا الأعداء.

95- الضريبة والمزية!..
إن حضور المجالس الحسينية، والاستفادة من المذكرات المأخوذة من القرآن الكريم والسنة، له مزية وضريبة.. المزية: هي أن الإنسان يتعلم، ويزداد فهماً لمقاصد الشريعة.. ولكن في نفس الوقت هنالك ضريبة: وهي أن الإنسان عندما يتعرض لهذا الإشعاع النوري، وثم -لا قدر الله- يخالف.. فإن رب العالمين قد يتأخر في مسألة العفو عنه والمغفرة له.. عن الإمام الصادق (ع): (يا حفص!.. إنه يُغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يُغفر للعالم ذنبٌ واحدٌ).. فالمراد بالعالم ليس المعمم أو إمام المسجد، وإنما العالم الذي علم الشيء.

96- الحركة الشعارية!..
إن بعض العلماء يعتقد بأن الإحياء الشعوري والفكري والتربوي، أقرب إلى خط الأئمة -عليهم السلام- من الإحياء الشعاري والعاطفي.. كلاهما يصب في هذا الطريق، ولكن تأثير الشعاري قد يكون تأثيراً مؤقتاً.. إن الالتفات حول الدين، ورموز الدين، وحول مفاهيم عاشوراء، في العشرة الأولى من المحرم.. هي حركة شعارية مباركة، ولكن مشكلة الحركة الشعارية، أنها منبسطة أفقاً وقليلة العمق!..

97- العقاب مضاعف!..
إن سلوك أصحاب الحسين (ع) ليلة العاشر، سلوك إنسان مقدم على ساعات مؤنسة ولذيذة، فهذا يقينهم.. لذا علينا أن نرفع من مستوى الوعي الفكري، ومن مستوى الالتزام الخُلقي.. فالذي يرتكب معصية هذه الأيام، فإنها لا تمر بسلام.. كما أن المعاصي مضاعفة في الأشهر الحرم، فمثلا: في شهر رمضان الإنسان يُحاسَب أشد من الأيام الأخرى.. وإذا ارتكبَ الإنسان معصيةً -نظرةً مُحرمة- في حال الطواف، فإن هذه النظرة لا تقاس بالنظرة في شوارع باريس مثلاً.. وكذلك هذه الليالي والأيام، فإن الإنسان الذي يلبس السواد؛ أي أنه يقول للناس أنه حسيني، وأنه مصاب، ومعزى، وأنه فقد عزيزاً.. فهل الذي يفقد عزيزا، يرتكب المعصية، ويتكلم بالكلام المضحك، والذي لا معنى له!.. أما أن سيماء الحزن تظهر عليه؟!..

98- الصفقة!..
إن هذه الليالي والأيام، هي ليالي الصفقة مع الإمام الشهيد (ع).. وهذان الشهران محرم وصفر، نِعْمَ الفرصة للالتزام بالاستغفار، الذي يوجب العلم الكثير، أو المال الكثير.. حيث بإمكان الإنسان أن يلتزم بهذا الاستغفار أثناء ذهابه وإيابه.. عن الصادق (عليه السلام) قال: من قال كل يوم أربعمائة مرة، مدة شهرين متتابعين؛ رزق كنزا من علم أو كنزا من مال: (أستغفر الله الذي لا اله إلا هو، الرحمن الرحيم، الحي القيوم، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، من جميع ظلمي وجرمي وإسرافي نفسي وأتوب إليه).

99- درجة اليقين!..
إن البُكاء الذي يصدر من عقل واعٍ، ومن إنسان يمتلك جوارح مطيعة، هذا البكاء لا يُقدّر بثمن.. فأصحاب الحسين (ع) استشهدوا، وأيضاً أصحاب الأخدود قتلوا في سبيل الله، بنص القرآن الكريم: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ}، أي قتلوا استشهاداً، فأحرقوا وعُذِبوا في الله عز وجل.. وسحرة فرعون على رأس الشهداء، هؤلاء الذين آمنوا بموسى، فعذبهم فرعون وقتلهم بأفجعِ قتلة.. فإذن، لماذا هذا الخلود لأصحاب الحسين (ع)؟.. إنهم أيضاً شهداء، وعُذبوا في طاعة الله عز وجل، وقد قال فيهم الإمام الحسين (ع) ليلة عاشوراء: (فإني لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي).
الجواب هو: أن هؤلاء الشهداء كانت أنفسهم متميزة: فحبيب وزهير ومن كان معهم من الأصحاب، وصلوا إلى درجة اليقين، واليقين في القلب يعطي الشهادة معنى.. والذي يسأل الله -عز وجل- الشهادة، عليه أن يهذب نفسه قبل ذلك، فيقدم لله -عز وجل- نفساً جميلة ونفساً مهذبة.

100- التعرف على منهجهم (ع)!..
إن من أهم الدروس العاشورائية، ومن أهم دروس كربلاء، أن نتعرف على منهج أهل البيت (ع) في الحياة.. إذ أن ولايتهم مسلًّمة، فنحن قوم -بحمد الله- آمنا بهم منذ نعومة أظفارنا، وأول ما لهجنا بهِ ذكر النبي وعلي وفاطمة.. والكثيرون قد بدأت علاقتهم بالمآتم منذ أن كانوا أطفالا رضعا.. فإذن، جانب الولاية والتولي مفروغ منه، وكذلك سيرتهم، وتأريخهم.. إن التأريخ أمر جيد، ولكن التأريخ قد لا يحتوي على الشحنة العاطفية المؤثرة في مقام العمل الخارجي.. فالحسين (ع) يريد منا أن نكون متأدبين بآدابه قبل أن نكون من الباكين عليه.


 

رد مع اقتباس