بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

هاهي ذي الجمعة الأخيرة من شهر الله الفضيل قد اقتربت وهاهي ذي مائدة الله مفروشة بألوان الغذاء الروحي لضيوفه الصائمين عن كل ما يسخطه من قول وفعل والمنقطعين إليه بخالص العمل ، راجين عفوه ملتمسين رحمته طامعين في جنته ..

لقد دنت منا آخر جمعة من شهر رمضان حاملة معها دعوة إلهية بتتويج العمل بتفقد أحوال المسلمين والدعاء بالفرج للمكروبين منهم وفك أسر المسجونين ودعوة بتبني كسوة الفقراء والمعوزين وعون الضعفاء ، والدعاء بالنصر للمستضعفين وزيارة المرضى وصلة الأرحام ..

هاهي ذي ساعات الجمعة الأخيرة تفوح بعطر الرحمة الإلهية الطيبة لتنبه بها المقصرين في أيام شهر رمضان التي انقضت ولياليه التي تصرمت بأن الفرضة لا زالت قائمة للتعويض وأن مائدة الله لم ينقص منها شيء وأن أبواب الإجابة ستبقى مفتوحة على مصراعيها لن ُتغلق فليغتنموها بالورع عن محارم الله والعمل فيما فيه رضا الله ليكونوا من المرحومين لا المحرومين فيفرحوا كما عباد الله الصالحين بعيد سعيد فيه الفوز والفلاح ..

في يوم الجمعة الأخير دعوة بالخروج لساحات العزة لإبداء التضامن مع شعب مظلوم مزقت جسده آلة الإحتلال البغيضة ، ومسجد مقدس حاصرته جنود ابليس ، وعبثت في جدرانه وأركانه آلات الجرف تُسيرها أيدي الحقد على دين الله القويم ، دعوة أطلقها السيد الخميني رحمه الله ذو النظرة الثاقبة والبصيرة النافذة قبل نيف وثلاثين عاماً أراد لنا خلالها أن نسجل بصمة الإستنكار للجرائم البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق قبلة المسلمين الأولى وفي حق شعب تربطنا معه كلمة الحق ولنخط بدماء قلوبنا النابضة برفض التعدي على حدود الله جملة واحدة نقول فيها أننا على أتم الإستعداد للدفاع عن مقدساتنا وعن محارم أخوتنا في فلسطين بمسيرات الإستنكار حاملين حاملين معنا شعارات التنديد بجرائم المحتل مظهرين للعالم بأسره أننا أمة مستيقظة لا نغفل عما يدور حولنا من مؤامرات يراد منها تمزيق جسدنا وإضعاف ديننا ليبيدوا بها كياننا ..

لمسيراتنا في هذه الجمعة المباركة الأثر البالغ في قلب العدو الجبان ، منزلة عليه وعلى حماته صاعقة الغضب لتجعله يعرف قدره ويقف عند حده ..

تدعونا الجمعة الأخيرة أيضاً أن نظهر عشقنا وتوقنا لإمام العصر وصاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف وأن نُبدي حزننا على ما يجري في ديار المسلمين من فساد طال الأخضر واليابس بفعل جهال الأمة الضالين المضلين ، نعم إنها لدعوة نقضي لها ساعات نهار الجمعة الأخيرة في مسجد السطبين نحييها بالأدعية والزيارات المأثورة عن أهل البيت الطاهرين في حق حجة الله وولي أمره ، تتخللها كلمات طيبة ومحاضرات مباركة يبين فيها الخطباء ما لصاحب الأمر عجل الله فرجه من فضل علينا وما له من أثر طيب على حياتنا في غيبته ، ويبدون فيها ما للمنتظرين له والصابرين على البلاء في غيبته من عظيم الأجر والثواب ، لتُختم ساعات نهارها ا بالدعاء الطيب والذي تعود على التضرع به إلى الله المؤمنون في آخر ساعة من كل جمعة ألا وهو دعاء السمات على أن يهدى ثوابه لمقام صاحب الأمر وحجة الله القائم بالعدل والإحسان ..

نسأل الله أن يعيننا جميعاً على طيب العمل وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وأن يعيدنا على هذه الأيام الطاهرة ونحن في أتم الطاعة لله وفي أتم العافية والسعادة والهناء لا فاقدين ولا مفقودين بجاه محمد وآله الطاهرين الأطياب صلوات الله عليهم أجمعين ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)