بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

ها هي ذي ليلة القدر قد أقبلت تشيعها ملائكة الله ، إنها أميرة الليالي وسيدة الشهور ، باركها الله بنزول كتابه الكريم على قلب سيد المرسلين ، وطيبها بأريج الجنة وروحها ، وضمنها السلام للعاملين فيها بإخلاص ، وقدر فيها الأعمار وثواب الأعمال ..

نعم إنها ليلة تتنزل فيها ملائكة الرحمة من مغيب شمس نهارها إلى مطلع فجرها بأمر الله تُعرض فيها أعمال الخلق على ولي الله والقائم بأمر الله ، فيها يرى مولانا الحجة عليه السلام أعمالنا لسنة مضت فإن كانت خيراً اسرته وإن كانت شراً أفزعته ، قال جل ذكره وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 105 سورة التوبة ..

هنيئاً لمن أدرك ليلة القدر فتهيأ لها بالغسل وخرج من بيته ذاكراً لله ساعياً في طاعة الله عاملاً فيما فيه رضا الله ، راغباً في عظيم ثواب الله ، طامعاً في رحمة الله ، متبصراً في جنة الله ..

كل عملٍ في هذه الليلة عظيم إذا ما كان خالصاً لوجه الله حتى وإن بدا أنه قليل ، نسأل الله أن يوفنا للعمل فيها بإخلاص ونستعين به على الطاعات ، ونسأله أن لا يحرمنا ثوابها فالمحروم الثواب فيها شقي والرحوم فيها رضي ..

لا يقتصر العمل فيها على التنفل في بيوت الله فكما أسلفت كل عمل فيها خالصاً لوجه الله عظيم عند الله وهذه بشرى للمؤمنين الذين أعاقتهم معوقات الحياة من أن يتنفلوا في بيوت الله ، بأنهم سيدركوا ليلة القدر إن هم عملوا القليل بإخلاص ، فالله الوهاب لا يرى كثرة العمل بقدر ما يرى فيه الإخلاص ..

أسأل الله في الختام أن لا يحرم مؤمناً عظيم الأجر في هذه الليلة التي هي خيرٌ من ألف شهر وأن يسر بعملهم ولي الله الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ..

صــ آل محمد ــداح (النجــ احمد ــار)