بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
ها هي ذي ليلة النصف قد طلَّت وها هو ذا نور الإمام قد أزهر ليكسوا القلوب بشعاعه الزاهي ..
ها هي ذي ليلة النصف قد أقبلت ناشرة أريج قائم آل محمد لتُعطر به نفوس المؤمنين .....
ها هي ذي ليلة النصف قد حلَّت بريشة زاهية ترسم بها لوحة زاهية بألوان الولاء والطاعة لمن منَّ الله به على العباد ..
نعم: إنها الليلة التي وعد الله بها المؤمنين بقوله العظيم وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5 سورة القصص ..
لن أتحدث في ذكر فضل هذه الليلةفقد أسهبتُ ذكر ذلك سالفاً وأوردتُ لذلك مجموعة أحاديث من بطون كتب العام والخاص ، وإنما سأتحدث وباختصار عن جمال هذه الليلة وعظيم مولودها ..
لقد كسا الله هذه الليلة بنور جلاله وزينها بلآلئ وجود وليه المنتظر المُظهِر لدينه والقاضي على أعدائه ، ليُضيء الدنيا بعلمه ويطيبها بأريج خُلقه لتقر الأرض وتستقر بالعد والإحسان ، فتُظهر كنوزها المغمورة في باطنها بفعل الأشرار ..
ليلة: يحتفي بها المؤمنون بنور الله الزاهر ، فاتحين مجالسهم باحتفالات بهيجة يصدح فيها الشعراء ويتحدث فيها العلماء وينشد فيها الرواديد ويستمتع فيها الحاضرون بسماع ذكر الخير الذي منَّ الله به عليهم من خلال ميلاد خاتم الأوصياء ..
أما الأطفال فلهم في هذه الليلة مشاركة لا تقل في جمالها وعظمتها عن مشاركة الكبار ..
نرى ملائكة الرحمة وعصافير الجنة في هذه الليلة وقد لبسوا ثياباً جديدة وتزينوا بالعقيدة وخرجوا بأكياسٍ زاهية الألوان ، يجوبون بها الشوارع والسكك طارقين أبواب الكرام ، بأناشيد جميلة يستمتعون بها ويُمتعون السامع لها ، تحوي الدعاء بالخير والَعود الحميد لمن أظهر الكرم وأهداهم بركة على حب الإمام ..
هنيئاً لكم أيها المؤمنون توفيق الله لكم بلوغ هذه الليلة المباركة ، والإحتفاء بوليدها الطيب بن الأطياب ، وختاماً: أدعو الله أن يعيدها عليكم وأنتم في نعمة وسرور وصحة وسلام ، كما أدعوه بصاحب الفرج أن يُفرج عن المؤمنين ويُجنبهم أذى الأشرار ، وأن يُزيل البلاء عن أخوة لنا ضاقت بهم الأرض بما رحبت بفعل أولياء الشيطان ، كما أدعو بالحفظ لمولانا صاحب العصر والزمان ، وأن يُقر أعين المؤمنين بإشراقة نوره ويُطيب نفوسهم بطيب الحديث معه ويُزين حياتهم بدولته الكريمة ليكونوا فيها دعاة خير وقادة حقٍ إلى ما فيه كرامتهم وعزتهم في هذه الدنيا وما يصلون به إلى نعيم الله ورضوانه في آخرتهم بجاه هذا النور الكاسي للكون وبجاه آبائه وأجداده الأطياب الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين ..

صــ آل محمد ــداح
(النجـــــ احمد ـــــار)