05-09-2011, 07:24 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 15 |
تاريخ التسجيل : Apr 2011 |
فترة الأقامة : 5156 يوم |
أخر زيارة : 04-23-2023 (08:33 PM) |
المشاركات :
4,993 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
التفكر في الخلق واهداف التفكر
التفكر في الخلق
هو من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم كثيراً، وهو فقهياً من المستحبات المؤكدة، التي لها آثارٌ وضعيةٌ جليلةٌ ومحمودة، وحيث لم يعزل له الفقهاء مكاناً في فقههم، ناسب ذكره في مقدمة العبادات.
وقد حثَّ عليه القرآن الكريم بأساليبَ مختلفةٍ عديدةٍ، نذكر منها:
أولاً: الحثُّ على التفكير كقوله تعالى: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً 65. وقد ورد قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 66 خمسة أو ستة مراتٍ في القرآن الكريم إلى غير ذلك من الآيات.
ثانياً: الحثُّ على التفقه، كقوله تعالى:انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ 67. وغيرها كثير.
ثالثاً: بعنوان الآيات، وهي الآيات الأنفسية والآفاقية، يعني ما يكون داخل النفس وفي خارجها من العجائب، وقد ورد لفظ (آية) في القرآن أربعاً وثمانين مرة 68 ولفظ ( الآيات) مئـةً وثمانيـةً وأربعين مرة 69.
رابعاً: الحثُّ على النظر، كقوله تعالى: (أوَ لم يَنظرُوُا فيِ مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأرض) 70، وغيرها.
خامساً: الحثُّ على البصر أو الأبصار، كقوله تعالى: وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) 71 مع شجب التعامي وعدم استعمال البصر (أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَ) 72وقوله لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا 73.
سادساً: الحثُّ على استعمال العقل. قال سبحانه: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا 74. وقد تكرر قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون 75، وما في مضمونه القريب حوالي ثماني مراتٍ في القرآن الكريم 76.
كما شجب القرآن إهمال العقل وعدم استعماله في آياتٍ عديدةٍ، منها قوله تعالى: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُون77.
سابعاً: الحثُّ على استعمال اللبِّ وهو العقل، وأن يكون الفرد من ذوي الألباب. وقد ورد قوله:[ أُولُو الأَلْبَابِ] ستَّ عشرة مرة 78. منها قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لِأولِي الأَلْبَابِ79 .
ثامناً: ذكر الآيات الكونية واحدةً واحدةً، كنزول المطر وإنبات الزرع وخلق الحيوان وخلق الجنين والليل والنهار والرعد والبرق والحليب وأنواع الفواكه والخضر، وغير ذلك في آياتٍ كثيرةٍ لامجال لاستقصائها.
تاسعاً: شجب الأعراض وهو عدم الإلتفات إلى الآيات الكونية والتهاون في أمرها، كقوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ 80. وقد ورد لفظ [مُعْرِضُونَ] و[مُعْرِضِينَ] تسع عشرة مرةً في القرآن الكريم 81.
عاشراً: الحثُّ على المعرفة، كقوله تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا82.
حادي عشر: الحثُّ على استهداف اليقين، أو حصوله لدى الفرد، نتيجة للنظر والتفكر كقوله تعالى: وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ83 وشجب حالة عدم اليقين كقوله تعالى:بَلْ لا يُوقِنُونَ84. وقوله سبحانه: وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُون85.
ثاني عشر: الحثُّ على السير في الأرض والتجول فيها لأجل حصول العبرة منها، كقوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا 86، وقوله سبحانه: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِين87. وقد تكرر هذا المعنى في القرآن الكريم، حوالي أربع عشرة مرة، منها سبع مرات بصيغة الأمر: [سِيرُوا] 88.
ثالث عشر: الحثُّ على أخذ الإعتبار أو العبرة من الآيات الكونية كقوله: فاعتَبرُوا يا أوليِ الـأبصار وقوله:إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً89 ، وغيرها .
رابع عشر: الإنذار بالعذاب لمن ترك التفكير والإعتبار به، كقوله تعالى: الّذِينَ كَذَّبُوا بآياتِنَا يَمَسهم العَذابُ بمَا كَانُوا يَفسُقُونَ 90 وقوله: رَبّنَا مَا خَلَقتَ هذَا باطِلاً سُبحانَكَ فقِنَا عَذَاب النَّارِ 91
إلى غير ذلك من الأساليب، إلى حدِّ يمكن القول بأنَّ الآيات الواردة بهذه المضامين ونحوها تستوعب أكثر القرآن الكريم.
الفقرة (25)
أهداف التفكر
حقيقة التفكر هو إجالة الفكر في الذهن ومحاولة الإستنتاج منها. إلا أنَّ الذي يقتضيه الذوق العام، هو: أنَّ ذلك وإن كان هو التطبيق المهم لمعنى التفكر أو التفكير، إلا أنه لا ينحصر بذلك، ومن هنا كان المعنى الذهني الواحد يسمى [ فكرة] فحصول الفكرة ولو زماناً قليلاً هي نوعٌ من التفكر.
ومعنى ذلك: أنَّ التفكر هو حصول الفكرة أو الأفكار في زمنٍ قليلٍ أو طويل، مع محاولة الإستنتاج منه أو عدم ذلك.
غير أنَّ الشيء الذي يفرض نفسه تلقائياً مع حصول التفكر في الكون هو حصول النتيجة وإن كرهها صاحبها، أو أبت نفسه عنها.
وهي استنتاج عظمة الخالق سبحانه وعجيب تدبيره وواسع قدرته ورحمته جلَّ جلاله في هذا الكون العجيب المترامي.
ونحن الآن وإن قلنا إنَّ الفكرة تكون في [الذهن]. كما هو المشهور أو المتعارف، إلا أنَّ [ الذهن] لم يذكره القرآن الكريم إطلاقاً، وإنما نسب التفكير إلى العقل تارة ً (لِقَوْمٍ يَعْقِلُون) 92 وإلى اللبِّ أخرى (أُولِي الأَلْبَابِ) 93 وإلى القلب ثالثةً (لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) 94 وإلى النفس رابعةً ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) 95 وإلى الصدور خامسةً، كقوله تعالى: (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) 96 وقوله تعالى يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور) 97.
ولا ينبغي الآن أن نتكلَّم في تفسير هذا المعنى وهو حصول التفكير في القلب والصدر، فإنَّ له مجالاً في علومٍ أخرى كالتفسير وعلم الكلام والفلسفة وعلم النفس. ولسنا الآن بصدده.
وإنما الذي ينبغي أن نكون بصدده، هو ما يمكن أن يكون هدفاً للتفكير أو التفكُّر، وهل كلُّ أهدافه صالحة؟ وأنَّ أياً منها بالتحديد هو الذي حثَّ عليه القرآن الكريم؟.
وأهمُّ ما يمكن تصوره كأهدافٍ للتفكير عدة أمور، قد يجتمع بعضها مع بعضٍ وقد لا يجتمع.
الهدف الأول: استنتاج أمرٍ دنيويٍّ محضٍ كمن يفكر في حسابات تجارته، أو المحاضرة التي يلقيها على الطلاب.
الهدف الثاني: استنتاج أمرٍ دنيويٍّ ذي نتيجةٍ دينية. كالتفكير في بناء مسجد ومقدماته وحساباته.
الهدف الثالث: استنتاج وجود الله عزَّ وجل، بعد الإلتفات إلى دقَّة الترتيب والتدبير في هذا الكون، وأنَّ ذلك لا يكون إلا من قبل فاعلٍ عالمٍ قدير.
الهدف الرابع: استنتاج حسن تدبير الله سبحانه للكون، وواسع قدرته ورحمته، بعد التسليم بوجوده.وهذا هو الذي يستفاد من ظاهر القرآن الكريم. إلا أنه غير منافٍ مع الهدف الثالث بطبعه، إذ بعد الإلتفات والتأمُّل بالكون يكون التدبير والمدبِّر واضحين.
الهدف الخامس: استنتاج عظمة الله سبحانه في خلقه، وهذا معنى غير مجرَّد التدبير والترتيب.
الهدف السادس: استنتاج الهدف من الخلقة بالتفكُّر فيها، كما في قوله تعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) 98. أو غير ذلك من الأهداف الممكنة للخلقة.إلى غير ذلك من الأهداف الممكنة للتفكير.
أطيب الاوقات للجميع
تحياااتي نورجهان |
|