عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-21-2014, 10:47 PM
المراقبين
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 465
 تاريخ التسجيل : Mar 2012
 فترة الأقامة : 4842 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (01:53 AM)
 المشاركات : 5,054 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي خطر اليأس من رحمة الله الواسعة وآثاره



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ واللعنة على اعدائهم ومخالفيهم من الجن والانس اجمعين وعجل فرجهم يارب العالمين


الرجاء ليس فقط زرع الإيمان بالله في القلب وسقيه بالطاعة والعبادة، بل لا بدَّ من الاستمرار في مراقبة هذا الإيمان القلبيّ والتعهّد بعدم ارتكاب المعاصي والذنوب، وأن لا يسمح بدخول اليأس إلى حرم قلبه أبداً، لأنّ اليأس هو حالة مضادّة للرجاء ويمنع من التعهّد والاستمرار في تعلّق الأمل بالله تعالى.
قال تعالى: ﴿لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ﴾1.
وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "الفاجر الراجي لرحمة الله تعالى أقرب منها من العابد المقنط"2.
ولذا فإنّ تورّط الإنسان في الذنوب والمعاصي يؤدّي به إلى الابتلاء بالقنوط واليأس، وهما من الآثار المدمّرة لحياة الإنسان حيث يعيش حالة من الاحباط والضياع الدائم في الدنيا والآخرة، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلّبة وجوههم يعني غلبة السواد على البياض فيُقال لهم: هؤلاء المقنطون من رحمة الله"3.
ولكن بالرغم من ذلك فإنّ المولى عزَّ وجلَّ لم يُغلق باب العفو والتوبة أمام عباده، بل منّ عليهم برحمته الواسعة الّتي شملت كلّ شيء، وجعل بدل السبيل الواحد سبلاً للعودة إلى الحضرة الإلهيّة، ومن تلك السبل الاستغفار ورجاء المغفرة. يقول الإمام عليّ عليه السلام: "عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار"4. وقال الإمام الصادق عليه السلام: "أرج الله رجاءً لا يُجرّئك على معاصيه وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته"5.

---------------------
1- فصلت:49.
2- كنز العمال، ج3، ص140، ح 5869.
3- بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج2، ص55، ح30.
4- نهج البلاغة، ج4، ص 19.
5- أمالي الصدوق، ص 65، ح5.



 توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.

رد مع اقتباس