بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لي همستان هادئتان كهدوء نسيم الصباح وقويتان كرياح الشمال العاتية ، ألقيها لأُسمع بها من ضاق من أمورٌ عاشها في حياته فأهالته وأفزعته وأرعبته ولو تمعن لرأى نظيرها في رقدته الأبدية أشد وأعظم عليه من رؤيته لها في حياته الدنيا
الهمسة الأولى ألقيها في أذن من يخاف الظلمة في الدنيا ( أخي العزيز لا تخاف الظلام هنا فأنت هنا في أمان والظلام لا يخيفك بل يعينك على طيب اللقاء بخالق الوجود والتلذذ بمناجاته فأجمل وأنسب الأوقات للقاء الله والتنفل إليه بالقيام هو ذلك الوقت الذي تهدأ فيه عيون الأنام وتخبوا فيه الأنوار فنور الله يجعل ظلام الليل مضيئاً بأعظم من ضياء النهار ، اجعل خوفك من ظلمة القبر فهي أشد عتمة واكثر وحشة لأنك في قبرك ستكون وحيداً قرينك فيه عملك فإن كان طيباً أضاء لك وإن كان قبيحاً زادك عتمةً على عتمتك ووحشةً على وحشتك تفزع منها ما دمت راقداً هناك )
الهمسة الثانية في أذن من يرى أن الغربى ضيعته في دنياه ( أخي العزيز أنت هنا وإن رأيت نفسك ضائعاً إلا أنك إن ذكرت الله وتوكلت عليه فستجده معك يرعاك ويحميك ويحرسك فهو رءوف بك ولن يتركك هائماً بلا مأوى وضائعاً بلا أحبة ، لكن ضياعك الحقيقي حينما ترى تنفسك غريباً في ذلك البيت المظلم تسنجد فلا تجد من يُنجدك وتصرخ فلا تجد من يسمعك ، ترى فيه الدود وقد نخر عظمك واكل لحمك ، أُنسك فيه عملك إن كان جميلاً وإن كان قبيحاً فستراه وحشاً ضاريا وشيطاناً رجيماً يبقى معك ما دمت راقداً هناك يرعبك ويفزعك )

صــ آل محمد ــداح