عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-10-2012, 09:07 AM
عضو مميز
صداح آل محمد غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 123
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 4749 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2016 (11:12 AM)
 المشاركات : 1,336 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أسباب سوء وحسن العاقية



بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
هناك من الناس من أراد لنفسه سوء العاقبة والخلود في عذاب الله ومنهم من أراد لها حسن العاقبة ونعيم الله ..
فهناك من الناس من يصلي ويصوم ويحج وزكي وحتى الخمس يُخرجه خوفاً من سخط العزيز الجبار .. لكنه وللأسف ينسى الله في مواضع كثيرة تجعل خاتمته وخيمة والعياذ بالله ..
من تلك المواضع التدخل في شئون المؤمنين والتجسس عليهم لا لشيء إلا لبث النميمة وإبداء ما أمر الله بستره من خلال الغيبة والتي شبهها الله بأكل لحم الميت ، وإشاعة الكذب لبث الفرقة بين الأهل والإخوان والأصدقاء والجيران ..

ومن المواضع التي تجعل خاتمة الإنسان سيئة حب الدنيا واللهث وراء المال وقصة بلعم ابن باعورة ليست غريبة فلقد ذكرتها في مورد ما ، بعد تأمل في الآيات التي ذكرت المآل السيء الذي ختم بلعم به حياته بعد ان كان ولياً من أولياء الله ، ونال بإيمانه درجة عالية ومكانة رفيعة عند الله جعلته مباركاً ومجاب الدعوة ، لكن حب الدنيا جعله كالكلب يلهث ساكناً ويلهث راكضاً ، فخسر بذلك ود الله وبركاته عليه وبها خسر مكانته ورفعته وما ملكه الله من اسمه الذي به تجاب الدعوات ، لهلك عن بينة ويكون من أهل النار ..
قال تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ 75 وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ 76 سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ 77 مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ 78 سورة الأعراف
وممن حليت الدنيا في عينيه وساءت عاقبته علي بن أبي حمزة البطائني هذا الرجل الذي كان وكيلاً للإمام الكاظم عليه السلام ويحمل كان ورعاً مؤمناً وعالماً جليلاً لكن حب الدنيا وبريق المال وهوى النفس جعلاه ينحدر ليعلن للعيان بعد استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام أن لا إمام بعد هذا الإمام ليستحوذ على ما لديه من مال جمعه من أخماس وزكوات ، فأضل بذلك أمة من الناس ليتوقفوا معه عند الإمام الكاظم وينكروا إمامة الرضا ومن بعده من أئمة عظام ، ليحمل بذلك وزره ووزر من تبعه وتختم عاقبته بالسوء والشقاء فلا حول ولا قوة إلا بالله ..
وهناك من الناس من كانت حياته سيئة وعاقبته حسنة بسبب تأمل أعاد إليه رشده أو فعل طيب حفظه الله له وأسعد به في ختام الحياة ، فهذا بشر الحافي كانت حياته مليئة بالمجون وشرب الخمور واللهو عن ذكر الله ، تأمل في كلمة قالها الإمام الكاظم عليه السلام غيرت مجرى حياته وصيرته من فاجر إلى مؤمن خير طلق الدنيا وأقبل على الله ، وهذا الحر الرياحي الذي كان أميراً على جيش الضلال المجعجع بالحسين إلى كربلاء ، طابت خاتمته باحترامه وتقديرة وتبجيله ومعرفته بمكانة الحسين وأم الحسين ، فها هي أول بوادر هدايته تجلت حينما قال الإمام الحسين له لقد حان وقت الصلاة ، صل بأصحابك وأنا أصلي بأصحابي ، أجابه بل نصلي بصلاتك يابن رسول الله ، والثانية حينما أراد من الحسين أن يسير بمعيته إلى الكوفة وامتنع الحسين قائلاً لا أتبعك فرد عليه لا أتركك قال له الإمام ثكلتك أمك ياحر ، أجابه الحر ليس لي سبيل للرد عليك بثكلك أمك ، فأمك الزهراء ولساني لا يطاوعني أن أذكرها بالثكل ، هذين الفعلين من الحر حفظهما الله له ليوفق بعدها أن يكون من أنصار الإمام الحسين ومن التائبين على يديه لتختم حياته بالشهادة ليكون من خيرة الصحابة الذين استشهدوا بين يدي معصوم ..
فما أجمل وما أعظم أن يكون الإنسان مراقباً لنفسه قاهراً لشيطانه مقبلاً على ربه بطيب الأعمال متنفلاً إليه بالمستحبات فالمستحبات كفيلة بأن تجعل خاتمة حياته خيراً

صــ آل محمد ــداح




رد مع اقتباس