بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اللهم صل على من أرسله الله رحمة للعالمين وختم به دعوة الأنبياء والمرسلين وأتم به الخلق العظيم وأظهر به دينه القويم وأتم نعمته بتبليغه الولاء لأمير المؤمنين وطيب به أفئدة الناس وأنار دروبهم وسلك بهم الصراط المستقيم وأنقذهم من ظلمات الجهل المودي بهم إلى الجحيم عبد الله ورسوله وأول الساجدين له من الخلق أجمعين محمد خير الأولين والآخرين الصابر على أذى المشركين والمحسن إلى المسيئين ، أبا المسلمين ومربي المؤمنين إلى سواء السبيل أول الأنبياء ميثاقاً وآخر المرسلين الذي ازدانت الدنيا بأشراقة نوره الصاعق لأوثان المشركين والمزلزل لقصر قيصر والمطفئ لنار كسرى والحابس لأنفاس الشياطين ذو المقام المحمود الخارق للحجب والواطئ لبساط القدرة والداني من العلي الأعلى كقاب قوسين أو أدنى حبيب الله وخير عباد الله والمبلغ عن الله والداعي إلى الله والمعرض عن المشركين .. من به حقنت الدماء وأديت الحقوق وبانت الخيرات .. طابت النفوس بعطر روحه وعبير رسالته وأريج خلقه العظيم .. سراج الله إلى العباد .. المبشر بالجنان والمحذر من النيران والحريص على هداية العالمين والرءوف بالمؤمنين .. لقد شهد بعظمتهحتى أتباع المسيح فهذا كاتبهم قد شهد بعظمته وصنفه في كتابه بأول العظماء وأعظم السلاطين بعد أن درس شخصيته من بين عظماء التاريخوحلل مسيرته فوجد فيها عظيم الفعل وطيب الخصال التي مكنته لأن يكون للأمة هادياً وفي وقت قصير إلى طريق الخير وشعاع العلم المنير بعد أن كانت على شفا حفرة من النار لتصبح خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر قد سلك بها مسالك المتحضرين
هذا هو رأي ذلك الكاتب البعيد عن الدين القويم أما نحن فنعتقد أنه المختار من الله لإنقاذ الخلق أجمعين من عذاب النار والوصول بهم إلى أبواب جنات النعيم بتعليمهم ما آتاه الله من علم مبين هداهم به إلى طريق الحق ليكونوا دعاة حق للعالمين ، فلا يضيره ولا يسوءه نعق الغربان ولا نباح الكلاب فهو من الله قريب
وفي جوار الله مقيم .. في مستقر رحمته وطيب رضوانه في الفردو س الأعلى يأكل من رزق الله وينعم بود الله ذو مقام محمود عند الله يغبطه عليه الخلق أجمعين ، أما أعداؤه الحاقدون على ما جاء به من خير للعالمين فقد ضارهم ما رأوه منه من فعل يخالف أهواءهم ويقضي على آمالهم في نشر الفساد وبث الفتن وتمزيق الأمة فكراً وجسداً ليتمكنوا من أفرادها ويتسلطوا على خيراتها لذا عمدوا إلى التشهير بما ليس فيه لينزلوه إلى مستواهم الدنيئ لكنهم خسئوا وباءوا بالفشل الذريع لأن الله جل وعلا حاميه من كيدههم وحافظه من سوء فعلهم .. لن يتركهم يتمادون في الإساءة إلى الذي اختاره رحمة للعالمين وسيمكر بهم وهو خير الماكرين ليكون فعلهم هذا مردود عليهم وإساءتهم هذه ستكون وبالاً عليهم
وستكون فضيحتهم من خلالها قبل خروجهم من الدنيا خائبين فلا يفرحوا بما فعلوا و لا يستروا بما كادوا ومكروا فيما فيه تشويه سمعة حبيبه وخير الناس أجمعين ، فلا يتعجلوا عقاب الله ولا يستهينوا بمكر الله فذلك لن يكون بعيد ولو علموا بأن الله لا يرضى بأن يساء إلى نبيه وحبيبه محمد ولو برمش العيون لما تجرأوا بإظهار هذا السناريوا المشين ولما سولت لهم أنفسهم عرض هذا الفلم القبيح فلينتظروا رد الله على فعلهم هذا في الدنيا وليترقبوا وعيده وأليم عذابه في محشر القيامه وفي دركات الجحيم

صــ آل محمد ــداح