بسم الله الحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
صباح ملؤه الخير والبركات ، صباح يفوح بأريج نفوسكم الطيبة ويُشرق بنور أرواحكم الزاهرة ، صباح تتفتح فيه الأعمال بذكر الله العظيم وتتطيب فيه النفوس بنسائم الرحمة النازلة من ملكوت الله العظيم ، صباح جميل بزغردة العصافير ، وجميل بقطرات الندى المتساقطة من أوراق الشجر ، وجميل برياحه الساكنة وشمسه الساطعة بخيوطها الذهبية المنتشرة على هذه الأرض لتحييها ويتنبه لإشعاعاتها الغافلين والنائمين ، ليتأهبوا للسعي في طلب الرزق ، ويتهيأهوا لطلب العلم ، ويتفكروا متأملين في آيات الله الكبرى ، ويستمتعوا بجمال خلق الله وعظيم صنعه ، من خلال ما يشاهدون من طبيعة خلابة فيها الصفاء وفيها السكينة والخضرة الناطقة بالحياة ، وألوان الورود المتفتحة بعبيرٍ شجي يُبدي التفاؤل بيوم جميل ، مليء بالخير لمن سعى لرزقه واجتهد في طلب العلا ، مُستعيناً بالمنعم عليه بالوجود ، متوكلاً على من توكل عليه استغنى عن الحاجة إلى المخوقين ، رافعاً كفيه بالدعاء مُستفتحاً ، وللتوفيق راجياً ، وبالله واثقاً ومن الشيطان متعوذاً ، يرجو السلامة له ولعيالة ، من كل ما يُسيء
نعم إنه ليوم من أيام الله الجميلة قد أقبل قائلاً أيها الإنسان ها أنا ذا يوم جديد من أيام عمرك المجهولة نهايته ، قد أقبلت وفي جعبتي الكثير الكثير فلا تضيعها بالغفلة ولا تتخطاها من دون أن تأخذ منها ما يُفيدك في حياتك هذه يالنجاح ، ولآخرتك بالأجر والثواب العظيم ، قد أتيتك قائلاً لا تنظر إلى الأمس فقد مضى بما حوى ولن يعود إليك أبداً ، ودع عنك التفكر في غداً فهو بعيد المنال وإن رأيته قريب ، فقد لا توفق للوصول إليه ولا تهنأ بالعمل فيه ، ركز بنظرتك الثاقبة علي لأني الآن بين يديك وكل لحظة مني تحوي فضل الله وكرمه ، فإن فاتتك مني ساعات فقد تنال ما في اللحظات من هبات عظيمة تكرم بها عليك أكرم الأكرمين ، إعمل فيني لدنياك لتسعد نفسك من حولك من زوجة وأولاد برغيد العيش قد استغنيت وإياهم عن الحاجة للآخرين ، واعمل فيني لآخرتك لتنال الفوز بمرضاة الرب الجليل ، بنيلك للأجر العظيم ، علني أكون يومك الأخير وعملك فيني لآخرتك ينجيك من عذاب أليم ، ويسعدك بالفلاح برضوان الله وتستقر في نعيمه مع عباده الصالحين

صــ آل محمد ــداح