بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
إليكِ أخط كلماتي هذه الرسالة وقد اخترت لها مداد الذهب لكي تبقى مصقولة لا يعتريها صدأ ، وتبقى لماعة لا يغيرها الزمن وتبقى براقة تدوم ما دامت حاتي معكِ باقية وأنفاسي بحبكِ متطيبة وقلبي بودكِ نابضاً وثغري بجانبكِ ضاحكاً مبتسماً ونفسي بقربكِ مبتهجة وعيناي برؤيتكِ مستمتعة ، إليكِ أخط وبقلم جميل يأبى إلا أن يكتب الصدق وينثر الدر على ورقة بيضاء لتبدو مشرقة بزينة الكلام فيكِ يامن سكنتِ وطاب لكِ المقام في داخل الفؤاد لتستقري فيه من تلك اللحظة التي أذنتُ فيها للمأذون أن يعقد بي عليكِ لتكوني لي خير سكن وأطيب وعاء ، إليكِ أصيغ بمشاعر مُلئت عطفاً وبفكرٍ خُزنت فيه كلمات النور لأكرم نبي وخير أئمة والتي حوت الحث على طيب التعامل معكِ ومعاشرتكِ بالمعروف لتزهو بجمالكِ الحياة ، إليكِ سطرت مقولتي هذه مُبدياً فيها مدى حبي لكِ فأنتِ النصف الآخر لحياتي ، وأنتِ من به تم نصف ديني ، وطابت معكِ الحياة ، وأينعت ثمارها ، وتفتحت زهورها ، لتفوح بعبير الوصل الذي لا ينتهي إلا بنهاية العمر
نعم أنتِ الشريكة التي لا تسألي عن ربح ولا تعبأي بمال ، تعهدتِ بأن تكوني مديرة للبيت والعيال ، وطلبتِ لذلك ثمناً لا يخطر ببال ، يفوق المال والجاه ، ثمنٌ قد يراه الناس زهيداً لكنه في قلبي عظيماً لا تعادله الأموال ، طلبتِ مشاعري أن تكون مُلكاً لكِ وطلبتِ فؤادي أن يكون سكناً لكِ ، وطلبت حياتي أن لا تكون لغيركِ ، وفي مُقابل ذلك ، رضيتِ بأن تعيشي معي في أي مكانِ كان ، بيتاً كان أم عشة ، وداراً كانت أم خيمة ، على حرير تجلسين أم على حصير ، كل ذلك عندكِ سيان ، المهم أن تعيشي السعادة ، وتهنأي بلذيذ العيش ، وجمال الحياة ، لكِ ما أردتِ فأنتِ تستحقي مني الكثير لأنكِ أعطيتي لحياتي الكثير ، صرتِ لي خير وعاء ، بعد أن كنتِ لي خير سكن ، وتحملتِ في تربية أبنائي عناءاً لا تتحمله الجبال ، وصبرتِ على فقري ولم تتذمري في ذلك لأحد من الأهل والأخوان ، تستقبليني بابتسامة وتودعيني بدموع الفراق ، تحفظيني إن كنتُ غائباً في نفسي ومالي ، وتسعديني إن كنتُ حاضراً بكلمات الود وجمال الحب وابتسامة الثغر ، وزينة التهيؤ لما شرعه الله ، لتشبعي رغبتي فيما فيه مرضاة الله ، لذا أحببت هنا أن أقدم لكِ الثناء بكلماتِ بسيطة ورسالة عجيبة أسميتها رسالة الحياة إلى من بها تحلو الحياة
فلكِ أنتِ أقدم هذه الرسالة لتكن عربون ود تبقى ما ما بقي العمر ودامت الأنفاس



صــ آل محمد ــداح