بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قد يخفق القلبٌ ما حينما يرى صاحبه شخصاً في مكانٍ ما لم يكن يعرفه من قبل ، ولم يكن قد رأى صورته على الإطلاق ، فيشعر بإحساس غريب يُبدي له تعلقه بذلك الشخص وكأنه يعرفه من زمن بعيد ، فتلحق ذلك الخفقان إبتسامة يُبدي فيها ذلك الإنسان تقبله بل سعادته لرؤية من انجذبت روحه إليه وخفق قلبه فرحاً بلقائه وإن لم يتمكن من الكلام معه ، ليُشعر ذلك الشخص بأنه بأنه يهوى لقائه ، فيدفع به إلى أن يقابله بالود والإبتسام والنظرات الحانية حتى وإن لم يتمكن من الكلام معه لحيائه منه بسبب عدم التشرف بلقائه من قبل ، ولأن المكان عام ولا يساعد على إنشاء علاقة إلا من خلال النظر والإبتسام
وهذا الأمر قد يكون لكثير من الناس ولا يقتصر على شخص أو شخصين ، وذلك يعود للتركيبة التي خلق الله الناس بها من حيث الطينة المعجونة والنفوس والأرواح ، والتي قد تكون قد التقت ببعضها في ذلك لعالم المسمى بعالم الذر وتجانست هناك ، وتفرقت في هذا لعالم ، أبعدها فارق البيئة والمكان ، فإذا ما وفق الله والتقت نفس ما بأخرى قد كان لها معها ود هناك ، إذا مالتقت بها في أي محفل أو مجمع أبدت لها الإرتياح والإنسجام وذلك من خلال إظهار الود والإبتسام دافعة بتلك النفس أن تقابلها بجاذبية عجيبة الإرتياح والإنسجام من دون أن تعرف لذلك سبباً
فسبحان الله الحكيم في صنعه والخبير بشئون خلقه والقائل في كتابه يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 13 سورة الحجرات


صــ آل محمد ــداح