تربية الطفل في الإسلام
تربية الطفل في الإسلام
2 ـ المحيط الأوّل للطفل :
رحم الأُم هو المحيط الأول الذي ينشأ به الإنسان ، ولهذا المحيط تأثيراته الايجابية والسلبية على الجنين ؛ لأنّه الإطار الذي يتحرك فيه ، ويعتبر الجنين جزءاً من الأُم ، تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأُم ، وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأُم على نمو الجنين الجسدي والنفسي ،
فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك ، يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفياً .
فالجنين يتأثّر بالأُم ومواصفاتها النفسية ، وما يطرأ عليها في مرحلة الحمل من عوامل ايجابية أو سلبية ،
وإنّ ( الاضطرابات العصبية للأُم توجّه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولّده ، إلى درجة أنّها تحوّله إلى موجود عصبي لا أكثر ، ومن هنا يجب أن نتوصّل إلى مدى أهميّة التفات الأُم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة ، والهمّ والغمّ ، والاحتفاظ بجو الهدوء والاستقرار ) .
وشهور فترة الحمل تؤثّر في الثبات العاطفي للطفل إيجاباً أو سلباً .
وقد أكدّ الإسلام على هذهِ الحقيقة قبل أن يكتشفها علماء النفس في يومنا هذا ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) :
( الشقي مَن شقى في بطن أمّه ، والسعيد مَن سعد في بطن أُمه ) .
والمقصود من الشقاء والسعادة في بطن الأُم ، هو تلك الانعكاسات التي تطرأ على الجنين تأثّراً بالحالة الصحّية الجسدية والنفسية للأُم ، فتولِّد فيه استعداداً للشقاء أو للسعادة ، فبعض الأمراض الجسدية تؤثّر على الجنين فيولد مصاباً ببعضها وتلازمه الإصابة إلى الكبر فتكون مصدر الشقاء له ، أو يكون سالماً من الأمراض فتكون السلامة ملازمة له ، وكذلك الحالة النفسية والعاطفية ، فالقلق أو الاطمئنان ، والاضطراب أو الاستقرار، والخوف وعدمه ، وغير ذلك يؤثّر في الجنين ويبقى ملازماً له ما لم يتوفّر له المحيط الاجتماعي المثالي لكي ينقذه من آثار الماضي ، أو يبعده عن السلامة في صحّته الجسدية والنفسية ،
|