عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2011, 11:04 PM   #2
مشرف


الصورة الرمزية فلاح العيساوي
فلاح العيساوي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 العمر : 49
 أخر زيارة : 11-11-2012 (08:32 PM)
 المشاركات : 57 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الاجواء في الكليات قطعا تختلف عن اجواء المدارس والاعداديات لأمور عديدة يميزها طلاب الكليات انفسهم اهمها ان طالب الكلية اذا كان شاب فهو سوف يحس برجولته الكاملة وهذا الاحساس ينتابه لوجود الطالبات الآنسات رهيفات الحس والمشاعر رقيقات في الحركة والكلام وهذا ما يحدث جذب مغناطيسي للشباب والعكس ايضا موجود فالفتاة تنجذب ايضا الى الرجل وكل شاب وشابة يحمل في داخله مواصفات خاصة بفتاة او فتى الاحلام وهذا الجذب العاطفي هو حالة وجدانية متحركة نحو بناء اسرة صغيرة وسط المجتمع الكبير لكن يوجد للأسف من الشباب من يغيب هذه العاطفة الجميلة والبرئية بمغامرات خبيثة وشيطانية فتحدث العلاقات المشبوة التي قد تصل الى تحطم قلب فتاة برئية وساذجة لا تعرف عن ماهية النفوس التي توغل فيها الشيطان لتصبح انسان يكمن داخله شيطان لا يروم من الفتاة غير اشباع شهوات وغرائز حيوانية مكانها ليس في المجتمع المثالي الملتزم بل في غابات الحيوانات التي لا يحكمها غير الغرائز الحيوانية الشهوية ... والحمد لله ان نجاح شاب يحمل في طيات جنانه اخلاق حميدة ونبيلة لهذا بعد ايام قليلة انقضت له في الكلية نال اعجاب الكثير من زملائه وزميلاته وعلى الخصوص الطلابة رحاب !!!...
رحاب بنت جميلة مواصفاتها الجسدية مرغوبة ومقبولة لكن ليس المهم عند العقلاء ان تكون الفتاة بغاية الحسن والجمال وقد حذر خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله وسلم من خضراء الدمن !!..فقيل يا رسول الله ومن خضراء الدمن ؟؟؟.. فقال المرأة الحسناء في منبت السوء ... لكن رحاب كانت فتاة مؤدبة وخجولة ونشئت في عائلة محافظة على القيم والمبادء العامة وكانت محجبة وملتزمة بالحجاب الذي هو زينة الفتاة العاقلة ولا ننسى ان الحكماء قد وصفوا المرأة بأوصاف جميلة ورائعة جدا ومنها ان المرأة جوهرة يجب حمايتها من ايدي اللصوص من خلال اخفاء مفاتنها الجميلة والجاذبة للأنظار ...
واما الشعراء فهم قد اولوها اهمية لهذا قد انشدوا من روائع الكلمات سيل جواهر منظوم بخيوط منسوجة من حرير وتبر وجمان تنصحها بصيانت جمالها بحجاب واقي من سهام عيون من تخبط بين يدي الشيطان واصبح ممثل له على الارض المسكينة فقال الاول ناصحا:
صوغي لشعرك من حجابك زينة ***** ودعي ثيابك طويلة الأردان
ان التبرج خدعة مكشوفة ***** للنيل منك فتهجري وتهاني
لالا تكوني جوزة لو قشرت ***** في لوكها هانت على الأسنان

وقال الثاني هاجيا ناصحا:
فتاة اليوم ضيعت الصوابا ***** وألقت عن مفاتنها الحجابا
كخائضة في بحر لج ***** عن الساقين شمرت الثيابا
وقد أبدة لناصدرا وساقا ***** وشعرا منه شعر الطفل شابا
فلم تبدئ حياءا من رقيب ***** ولم تخشى من الله عقابا
شباب اليوم ياليلى ذئاب ***** وطبع الحمل أن يخشى الذئابا
وقال الاخير مادحا :
فلو كنّ النساء كمثل هذه ***** لفُضّلت النساء على الرجال
فلا التأنيث لاسم الشمس عارٌ ***** ولا التذكير فخر للهلال
رحاب لم تكن فتاة جميلة فقط بل كانت فتاة متعطشة للعلوم والمعرفة كانت تحب المطالعة وقراءة الكتب النافعة لكن لم تكن تملك مكتبة كمكتبة الشيخ ابو نجاح لهذا كان حديث نجاح يجذبها بقوة خيالية منقطعة النظير واعجابها بنجاح تحول بين ليلة وضحاها الى حب عميق الاغوار في مكنون صميم قلبها الملتهب بنار العشق العذري الوجداني ومن عادات المحبين الاستهتار (*)بذكر اسم المعشوق وهكذا كانت تفعل رحاب دون ان تلتفت الى الكلمات الخارجة من قلبها عبر الة اللسان لهذا فقد التفت بعض الزملاء والزميلات الى تعلق رحاب بنجاح والواقع ان نجاح شاب يحب بشهادة الجميع فلم يستغرب الاصحاب حب رحاب لنجاح !!...
لكن هل نجاح كان ملتفت الى مشاعر رحاب وهل هو يبادلها المشاعر نفسها هذا ما كان في رغبة الزملاء والزميلات معرفته وكشف النقاب عنه والواقع رحاب كانت اشد منهم حبا لمعرفة واقع هذا الامر ...
وفي يوم جامعي جميل جلس الزملاء والزميلات في حديقة الكلية وهم نفر قليل كانت تجمعهم مع بعض حبهم للحديث الثقافي المتنوع وكان من ضمنهم نجاح ورحاب فبادر احد الاصدقاء واسمه عمار الى طرح سؤال مفاده ما هو الحب وما هي حقيقته وهل الحب محرم في الاسلام او هو محلل )؟؟؟...
الواقع ان الجميع اخذ برهة من الوقت ليستوعب مفهوم السؤال وكيفية الرد عليه وكان الاسرع بالجواب هو احمد الذي قال : الحب هو الحب !!..
ضحك الجميع وقالت احدى الزميلات : وبعد الجهد فسر الماء بالمائي !!..
وقالت سعاد : انا اعتقد ان الحب حاجة ماسة للفرد ولا اعتقد ان الاسلام يحرمه !!...
وقال امير : الواقع انني اعترف لكم انني لا اعرف الاجابة عن هذا السؤال انا عتذر !!!...
فقالت رحاب وكانت واثقة من نفسها : احمد كان متسرع بالجواب على السؤال لهذا فسر الماء بالماء ..اما سعاد فهي لم تعطي السؤال حقه من خلال جوابها وكان جوابها قاصر اما امير فيستحق الاحترام اذ هو قد اعترف بعدم قدرته على الاجابة على السؤال والاعتراف بعدم المعرفة هو امر لا يخجل ولا ينقص من الشخصية اطلاقا ولا يعاب على من لا يعرف بل يعاب على من يقحم نفسه في ما لا يعرف ويجلس ينظر ويخلط الحابل بالنابل وبهذا يشوه حقائق الاشياء بجهله وحمقه ... واقول وانا واثقة اننا سوف نحصل على جواب من نجاح !!!...
ابتسم نجاح ابتسامه جميله مع عاطفه واضحة المعالم على ملامحه الباسمة ..وقال : لا ادعي انني واسع المعرفة الى حد انني احيط علما بكليات جواب السؤال المطروح لكن كما يقول الحكماء ما لا يدرك كله لا يترك جله واليكم الجواب وعسى ان يكون مقنعا :في النفس البشرية تكمن عناصر انفعالية وجدانية اصيلة مجبولة عليها النفوس البشرية وتعد من الفطرة السليمة ومنها ما هي خارجة عن الفطرة السليمة وهي انفعالات وقتية وقد تخمد بعد انطلاقها وربما تزول وتتلاشى نهائيا وهي تختلف في حالاتها عند النفوس كل حسب وضعه وحالته والحب عند الانسان ينقسم الى قسمين الاول :الحب الفطري الثابت والراسخ . والثاني : الحب الوجداني العاطفي المتحرك .فحب المخلوق للخالق والمعلول للعلة الواجد هو مثال القسم الاول اما حب بعضنا لبعض نحن بني البشر فهو من القسم الثاني لهذا نلاحظ ان الحب لدينا هو اهواء متحركة ومتقلبة حسب قوة الانفعال او ضعفها فنرى ان البعض من المحبين وبعد الزواج قد يضعف ويضمحل الحب عندهم وقد يقوى ويصبح اكثر قوة وذلك خاضع الى الاجواء الايجابية او السلبية التي يعيشها المتاحبين بعد الزواج والارادة القوية للزوج والزوجة في استمرار الحب وقوته وبقاء انفعاله الدائم يكمن في معالجة كل ما هو سلبي ومؤثر على استمرار الحب ويجب ان يكون علمي وعملي وعاطفي من خلال تجاوز اخطاء بعضهما البعض ويجب ان تبقى كلمات الحب والعاطفة متوقدة بينهما دوما فهي تدفع نحو انفعال وتوهج الحب بين الطرفين وقد ورد في حديث عن المعصومين عليهم السلام مفاده الرجال اذا قال للمرأة احبك فهو سوف يملكها لهذا يؤكد اغلب الباحثين على هذه المفاهيم الجليلة والنافعة في بابها ... اما الشريعة الاسلامية فهي لا تحرم الانفعالات الوجدانية العاطفية ومنها البكاء والحب والكره وغيرها لكن الاسلام يؤكد في بعض الحالات الوجدانية العاطفية على الحفاظ على الوسطية فلا افراط ولا تفريط والحفاظ على الاداب الاسلامية والتزام بالاحكام الشرعية والتي هي الادوات الظابطة للسير على منهج الوسطية ...وجدير بالذكر ان اذكركم اخوتي واخواتي بقصة زواج نبينا الاعظم (ص)بأم المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام بعد احبت السيدة خديجة الشاب صاحب الاخلاق الحميدة محمد فقد ارسلت من يبلغه برغبتها بالارتباط به والقصة مشهورة وقد ذكرها ارباب كتب السيرة ....
انتهى نجاح من شرحه الجميل عن الحب فأشرق وجه رحاب وتهلل فرحا وسرور فلم يخيب ظنها بنجاح الشاب المميز والذي يحمل علما وفهما ودرايتا وقالت رحاب والخجل والفرح مختلج في نبرات صوتها شكرا لك يا نجاح فقد كنت موفق في جوابك وكان غاية في الروعة ...
خجل نجاح وقال العفو ايتها الزميلة الطيبة فواجبي ان اجيب على قدر ما تعلمته فزكاة العلم تعليمه لم لا يعلمه ومن يطلبه ...


 

رد مع اقتباس