تربية الطفل في الإسلام
تربية الطفل في الإسلام
3 ـ العلاقة قبل الحمل وتكوين الطفل
بعد عملية الاختيار للزوج على أُسس وموازين إسلامية نبيلة ، يستمر الإسلام في التدرّج مع الطفل خطوة خطوة ، ويضع لكلِّ خطوة واقعة في طريق تكوين الطفل ونشوئه أُسساً وقواعد واقعية لينشأ نشأة سليمة ، وما على الزوجين إلاّ العمل على ضوئها .
قال سبحانه وتعالى :
( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً .. ).
فجعل العلاقة بين الزوجين علاقة مودّة وحب ، وتبادل العواطف النبيلة والأحاسيس المرهفة ، ومن أجل إدامة هذه العلاقة دعا الإسلام إلى ربط الزوجين بالقيم والموازين التي حدّدها المنهج الربّاني في الحياة ،
ففي أول خطوات العلاقة والاتصال بين الزوج والزوجة ، وهي ليلة الزفاف ،
أمر الإسلام بالتقيّد بالقيم الربّانية ؛ لكي لا تكون العلاقة علاقة بهيمية جسدية فقط ، وأول هذه القيم
هي استحباب الصلاة ركعتين لكلِّ منهما ، وحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسول الله وآله ،
ثم الدعاء بإدامة الحب والودّ :
( اللّهمّ ارزقني إلفها وودّها ورضاها بي ، وأرضني بها واجمع بيننا بأحسن اجتماع وأيسر ائتلاف ، فانّك تحب الحلال وتكره الحرام ) .
والالتزام بذلك يخلق جوّاً من الاطمئنان والاستقرار والهدوء في أول خطوات اللقاء ، ولا يبقى لقلق الزوجة واضطرابها مجالاً ، فتكون ليلة الزفاف ليلة أُنس وحب وودّ .
ويستمر الدعاء عند الخطوة الثانية وهي مرحلة المباشرة ،
فيستحب أن يقول :
( اللّهم ارزقني ولداً واجعله تقيّاً ذكيّاً ليس في خلقه زيادة ولا نقصان ، واجعل عاقبته إلى خير ) ،
وأفضل الذكر في أول المباشرة
( بسم الله الرحمن الرحيم )
|