عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-09-2011, 09:29 PM
عضو نشيط
عباس عذيب الصالحي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 309
 تاريخ التسجيل : Oct 2011
 فترة الأقامة : 5012 يوم
 أخر زيارة : 11-05-2011 (01:56 PM)
 المشاركات : 77 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تربية الطفل في الإسلام



تربية الطفل في الإسلام
المرحلة الأُولى :
مرحلة ما قبل الاقتران ومرحلة الحمل

حرص الإسلام على العناية بالطفل ، والحفاظ على صحّته البدنية والنفسية قبل أن يُولد بإعداد الإطار الذي يتحرّك فيه ، وتهيئة العوامل اللازمة التي تقي الطفل من كثير من عوامل الضعف الجسدي والنفسي ، ابتداءً من انتقاء الزوج أو الزوجة ، ومروراً بالمحيط الأول للطفل وهو رحم الأُم ، الذي يلعب دوراً كبيراً ومؤثّراً على مستقبل الطفل وحركته في الحياة ، وتتحدد معالم هذه المرحلة بما يأتي :

أولاً : مرحلة ما قبل الاقتران

أثبت الواقع الاجتماعي ، والواقع العلمي بدراساته المستفيضة الأثر الحاسم للوراثة ، والمحيط الاجتماعي في تكوين الطفل ونشوئه ، وانعكاسات الوراثة والمحيط عليه في جميع جوانبه الجسدية والنفسية فأغلب الصفات تنتقل من الآباء والأُمهات والأجداد إلى الأبناء ، كالذكاء والاضطراب السلوكي وانفصام الشخصية والأمراض
العقلية والانضباط الذاتي ، وصفات التسامح والمرونة ، فيكونون وسطاً مساعداً للانتقال ، أو يكون في الأبناء الاستعداد للاتصاف بها ، إضافة إلى انعكاس العادات والتقاليد على الأبناء ، نتيجة لتكرّر الأعمال ومن هنا أكدّ الإسلام على الزواج الانتقائي ، أي بانتقاء الزوجين من أُسرة صالحة وبيئة صالحة .

ـ انتقاء الزوجة :
راعى الإسلام في تعليماته لاختيار الزوجة الجانبين ، الوراثي الذي انحدرت منه المرأة ، والجانب الاجتماعي الذي عاشته وانعكاسه على سلوكها وسيرتها ،
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) :
( اختاروا لنطفكم فإنّ الخال أحد الضجيعين ).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) :
( تخيّروا لنطفكم فإنّ العِرقَ دسّاس ) .
فالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يؤكّد على اختيار الزوجة من الأُسر التي تحمل الصفات النبيلة ؛ لتأثير الوراثة على تكوين المرأة وعلى تكوين الطفل الذي تلده . وكانت سيرته قائمة على هذا الأساس ، فاختار خديجة (عليها السلام) فأنجبت له أفضل النساء فاطمة (عليها السلام) ، وتبعه في السيرة هذه أهل البيت (عليهم السلام) فاختاروا زوجاتهم من الأُسر الكريمة ، وإلى جانب الانتقاء على أُسس الوراثة ، أكدّ الإسلام على انتقاء الزوجة من المحيط الاجتماعي الصالح الذي أكسبها الصلاح وحسن السلوك ، فحذّر من المحيط غير الصالح
الذي تعيشه ، فحذّر من الزواج من الحسناء المترعرعة في منبت السوء ،
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) :
( إيّاكم وخضراء الدمن .. المرأة الحسناء في منبت السوء ) .
وحذّر الإمام الصادق (عليه السلام) من المرأة الزانية قال :
( لا تتزوّجوا المرأة المستعلنة بالزنا )
والسبب في ذلك أنّها تخلق في أبنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح .
وحذّر الإمام الباقر (عليه السلام) من الزواج من المرأة المجنونة خوفاً من انتقال الصفات منها إلى الطفل ،
فسُئل عن ذلك فقال : ( لا ، ولكن إن كانت عنده أمَة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها ) .
وحذّر الإمام علي (عليه السلام) من تزوّج الحمقاء لانتقال هذهِ الصفة إلى الطفل ، ولعدم قدرتها على تربية الطفل تربية سويّة فقال :
( إيّاكم وتزويج الحمقاء فإنّ صحبتها بلاء وولدها ضياع ).
وأكدّت الروايات على أن يكون التدّين مقياساً لاختيار الزوجة ،
وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يشجّع على ذلك ، فقد أتاه رجل يستأمره في الزواج
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) :
( عليك بذات الدين تربت يداك ) .
وقدّم الإمام الصادق (عليه السلام) اختيار التدّين على المال والجمال ،
فقال : ( إذا تزوّج الرجل المرأة لجمالها أو مالها وكّل إلى ذلك ، وإذا تزوّجها لدينها رزقه الله الجمال والمال ) .
فالمرأة المنحدرة من سلالة صالحة ومن أُسرة صالحة ، وكان التدّين صفة ملازمة لها ، فإنّ سير الحركة التربوية يتقدّم أشواطاً إلى الأمام ، وتكون تربيتها للأطفال منسجمة مع القواعد التي وضعها الإسلام في شؤون التربية ، فيكون المنهج التربوي المتَّبع متَّفقاً عليه من قبل الزوجين ، لا تناقض فيه ولا تضّاد ، وتكون الزوجة حريصة على إنجاح العملية التربوية وتعتبرها تكليفاً شرعياً قبل كل شيء ، هذا التكليف يجنّبها عن أي ممارسة سلبية مؤثّرة على النمو العاطفي والنفسي للأطفال





رد مع اقتباس