يوكل الله الأمر على عباده لأحد خلقه , وفي خضم إدارة العمل مديراً أو وزيراً أو أميراً أو والياً أو أكبر من ذلك أو أصغر ينسى ذلك الرجل أو المرأة ممن آتاهم الله الأمر والنهي أنهم مسئولون وموقوفون بين يدي الله سبحانه وأنه سائلهم عم فعلوا بعباده , هل عدلوا وأعطوا كل ذي حق حقه , أم ظلموا ونسوا أو تناسوا تلك اللحظة التي يقفون بها بين يدي الله سبحانه جل شأنه , يوم يكون الميزان وفق مقياس الذرة وهي الجزء الصغير من المادة , من عمل مثقال الذرة خيراً أو شراً سيحاسب وفق ذلك الميزان , في هذه الدنيا الفانية لايسأل المؤتمرون على شئون العباد كيف يتخذ القرار ومدى موافقته للشرع , ومدى رضى الله عن قراره , ولكن حين يبدأ المحشر تكون أول علامة من العلامات هي أن الكتاب الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها , قد وضع بشماله , ويديه مقيدتان إلى عنقه , في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة من تعدادنا للسنين , لو عرضت هذا الكلام على أولئك الدنيويون لسخروا منك ولما أشبعتهم ضحكا .. ولكن في تلك السنون الطويلة من الانتظار في يوم القيامة وحده كيف سيجتر أولئك الندم , ولكن ولات حين مناص لامجال للفرار ولا مجال للندم أو التزوير ولا مجال للتراجع أو الجزع . فهل يستطيع الإنسان وهو في عز الجاه والسلطان أن يتذكر ذلك الموقف يوم يفر الإنسان من أمه وبنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه, أم أنها لاهية قلوبهم !!!!!!!.