![]() |
ديوني لكِ لن تنتهي
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين أحبائي وأعزائي: قد تتمللوا من تكرار حديثي عن الأم تلك الإنسانة التي ما برحت مذ كنتُ جنيناً في رحمها وإلى أن بلغتُ من العمر عتياً تفيض علي بعطفها وترعاني بحنانها وتتعامل معي وكأنني ذلك الطفل المدلل الغير مميز للحياة نعم أحبتي: لا أكاد أبعد بمواضيع من هنا وهناك إلا وتروني قد عدتُ وفي جعبتي نغمات وأناشيد صغتها لا بفكري بل بروحي التي سمت وتكاملت بفضل تلك المربية العظيمة والمعلمة الرشيدة التي غذتني من دمائها لأنمو في رحمها وأتكامل وأرضعتني من صافي لبنها لأكبر ويشتد عودي ، وخصصت جل وقتها في تربيتي وتعليمي الفضيلة التي بها تمكنتُ من العيش بسلام ومن خلالها عرفت كيف أتعايش مع أبناء جنسي لأحيا حياة طيبة ملؤها الود ومحتواها التناغم بكلماتٍ خالية من التشنجات وابتساماتٍ تُقرب لي الأبعدين من الناس اعذوني أحبتي إن تكررت مني المواضيع الصادحة بالإكبار والتبجيل والعرفان لتلك الإنسانة التي بها عرفتُ الحياة ومن خلالها فاضت مشاعري مقدرة من هو نظير لي في الخِلقة إن هو احترم نفسه ولم يُبدي ما يُشين لديني ونبيي صلى الله عليه وآله ولا يُسيء لي ، والود لمن هو أخٌ لي في الدين يشترك معي في توحيد الله على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله ، لم يُثير الشتم والسب اللا مبرر لاختلافي معه في بعض المعتقدات فهي من علمني التسامح وهي من علمني التواضع وهي من علمني أن أسلك مسالك الخير لأتقرب بها إلى خالقي بحسن العبادة وأتأدب في خطابي معاه وهي التي علمتني كيف أتحدث ومتى ، وعلمتني متى أسكت ولِمَ ، وعلمتني كيف أكون محبوباً حتى مع من يُخالفني الرأي بإرشادها الطيب بعدم الإندفاع في اللغو العقيم والجدال السقيم المسبب للعداوة والشحناء ، لذا أراني والمِنة لله تعالى جاذباً للأحبة وقليلاً ما أرى من يقابل خطابي له أو تعاملي معه بالتشنج والبغضاء ، ومع ذاك لا أقابله إلا بالكلمة الطيبة والتي بها أسمو وأترفع عن خبث الكلام فلا أنزل منازل الجاهلين المُثيرين للفتن والمتصيدين للغو والجدل الممزق لجسد الأمة والمميت للقِيم نعم إنها أمي: تلك الإنسانة التي تحت تراب أقدامها أشم رائحة الجنان ، مهما كتبتُ لها ومها قلت فيها لن أوفيها حقها ولن أسدد ديوني لها على مدى الحياة وما كلامي هذا إلا تعبير فيه شرخ عن فضلها علي ، فلو لم أجد من أفضالها علي إلا حملها لي بوهنٍ وألم وولادتها لي بطلقاتٍ وزفراتٍ ترى فيها الموت يحوم حولها ، ومن ثم إرضاعها لي وسهرها على راحتي وانزعاجها تحسراً في علتي ، حتى ما إذا كبرت وصرتُ يافعاً وجدتها الحانية علي والخائفة على حالي إن كنتُ عنها بعيد ، وبعد لم تنتهي فصول تلك المحبة يختم مسلسل ذلك الود والخوف علي .. حتى ما إذا بلغت مبالغ الرجال وصرت زوجاً وأباً ذو عقلٍ كامل وفكر رزين أرها تحنوعلي وكأني لا زلت طفلاً أدرج بين يديها ، نعم لول لم أجد من أفضالها علي إلا هذا لكانت ملزملة لي أن أتحدث عنها على الدوام وأوجبت علي خفض جناح الذل من الرحمة لها كما أمرني ربي حينما قال: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا سورة الإسراء فسلام عليكِ يا أمي وسلامٌ على ما أبديتيه لي خلال سني عمري الذي طال وما عملتيه من تضحيات في سبيل أن تريني رجلاً يخوض هذه الحياة بقلبٍ قد ملئ بالإيمان ، وأبقاكِ الله مصونة من كل بلاء ، لتقر عيني بكِ صباحاً ومساء وأوفق ببركات دعاءكِ وأسعد بقربكِ مني ليفيض من خلال ذلك علي العطف والحنان http://c.shia4up.net/uploads/13364577801.jpg صــ آل محمد ــداح |
اسئل الله ان يرزقنا واياك مرضاة الوالدين لان رضا الله من رضاهم احسنتم صداح آل محمد لكم منا دعاء بالعافيه والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع احسنتم واحسن الله اليكم |
اللهم اجعل امي
سيدة من سيدات الجنة صداح ال محمد http://www.galele.com/up//uploads/im...e0d71af61b.gif http://www.galele.com/up//uploads/im...24c5a10caf.gif |
مروركما الأروع وردودكما الأبهى
بارك الله فيكما وفي طيب ما سطرتم من روعة الكلام أيها العزيزان أبا قحطان - خادمة الشفيع |
الساعة الآن 04:54 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010