:: منتديات السيد عدنان الحمامي ::

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
اليوم ستكون وقفتي بحديث طيب يسعد بالتمعن فيه الصغير والكبير ويستمتع بقراءته كل من يهوى النظافة مادياً كانت أو معنوياً فالنظافة من الإيمان وهي سبيل المصلي لإقامة الصلاة ومقابلة من هو جميل ويحب الجمال ، وقد حث ديننا الحنيف على عليها من خلال دستورنا المبين كتاب الله الكريم والروايات الواردة عن خير المرسلين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
أكتفي هنا بذكر هذه الآية الطيبة والمباركة من كلام الله العزيز ، نروي بها أذهاننا فهي تكفينا عن البحث عن سبيل آخر يعيننا على إزالة الأردان عن أجسامنا لتبدوا طاهرة من كل شائب التصق بها أو ودنس علق عليها بقصد أو بغير قصد فقد قال جل من قائل في محكم كتابه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 6 سورة المائدة
هذه الآية المباركة فيها أمر بين من العظيم بلزوم النظافة في أوقات الصلاة الخمس ليتخلص المؤمن خلالها من كل ما علق به من أردان في ساعات العمل ليبقى نظيفاً طاهرة لا تفتك به الأمراض ولا تنخر جسمه الجراثيم ولأهميتها أوجبها الله حتى على المرضى والمسافرين إذا ما أرادوا أن يتوجهوا للوقوف بين يديه وذلك لمصلحة هم قد يجهلونها ولمنفعة قد لا يعرفونها وقد علل الله ذلك في ذيل الآية فرضه على المسلمين أصحاء كانوا أم مرضى بالوضوء تارة وبالغسل ثانية وبالتيمم أخرى بأنه يُريد أن يطهرهم ويتم نعمته عليهم لعلهم بذلك يشكرونه على ما سخره لهم من ماء طهور وتراب طاهر يرفعوا بهما الأرجاس والأوساخ ، لينعموا بالعافية مادياً ومعنوياً ، فكما أن الأبدان تحتاج إلى النظافة فكذلك النفوس تحتاج إلى الطهارة والقلوب تحتاج إلى إزالة ما تغشاها من ذنوب وخطايا أذبت ببريقها الإيماني ونبضها الطيب بود الله والسير على منهاج رسول الله وآله الميامين ، فالقلوب تصدأ كما تصدأ الأبدان وتحتاج إلى طهارة ولا يتأتى لها ذلك إلا بذكر الله العظيم فكانت الفرائض الخمس هي السبيل لذلك في أوقات خمس كما مفتاحها الطهارة الظاهرية للأجسام لتصفوا من كل قبيح وتسموا بلقاء المنان
http://c.shia4up.net/uploads/13345257681.jpg
ختام المقال هذا الحوار المعبر
بابا
نعم بنيتي
أوقف السيارة
ولِمَ ؟
أريد أن تشتري لي بعض الحلوى لأتسلى بها فالطريق طويل وممل
حاضر .. ها نحن ذا بجانب مركز تموين هيا انزلي
يالله بنيتي ها نحن ذا في المركز اختاري ما تريدين
خلاص بابا إدفع للمحاسب قيمتها
وفي السيارة
بابا افتح النافذة لأرمي الأوساخ
وأين سترمينها ؟
في الشارع طبعاً
أنتِ جادة فيما تقولين ؟
نعم
وهل ترين الشارع المكان المناسب لرمي الأوساخ ؟
لا ولكن ليس لي وسيلة إلا الشارع
تخيلي أن صاحب السيارة التي أمامنا قد رمى الأوساخ من سيارته أين تتوقعين أن تتجه ؟
ستتجه إلينا طبعاً
بأي شيء ستقابلين فعله يا تُرى ؟ أبالرضى أم بالسخط ؟
أكيد بالسخط
كيف إذاً تقبلين بسخط الآخرين علينا من جراء هذا الفعل المشين
أعتذر بابا
لكن كيف أتصرف مع هذه الأوساخ ؟ منظرها مقرف
انتظري قليلاً سأتوقف بجانب إحدى حاويات الأوساخ عندها انزلي وارمي ما لديكِ فيها
هانحن ذا قد وصلنا إنزلي وارميها
خلاص بابا لقد رميتها وارتحت
وأرحتيني بفعلكِ الطيب هذا والذي فيه رضا المعبود
كوني دائماً هكذا نظيفة في نفسك وفي بيتك وفي بيئتك
نحن مسلمون وعلينا أن نتسم الخير التي أوجبها الله ومنها النظافة تطبيقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وآله (إن الله يبغض الرجل القاذورة قيل وما القاذورة يا رسول الله؟ قال: الذي يتأفف به جليسه) كنز الفوائد جـ 2/185
أشكرك بابا لولا توجيهاتك لما تعلمت كيف ذا اهتمام بنظافة بيئتي
دمتِ جميلة ونظيفة ليحبكِ الله ، فالله جميل يحب الجمال
http://c.shia4up.net/uploads/13345557391.jpg
صــ آل محمد ــداح