:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: - أتحسبُ أنكَ جرمٌ صغير

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أتحسب أنك جرم صغير .. وفيك انطوى العالم الأكبر
داءك منك ولا تشعر .. دواؤك فيك ولا تبصر
وأنت الكتاب المبين الذي .. بأحرفه يظهر المضمر
نور من أنوار الكلم التي يبوح بها ملك الكلام وأمير اللغة ومن وهبه الله علم الكتاب
وصي خير المرسلين والناهل منه علم ماكان وما يكون وما هو كائن إلى قيام يوم الدين
نعم إنها لأبياتٌ جميلة نطق بها من نهل العلم ممن لا ينطق عن الهوى ليُبقيها مدوية في أرجاء الكون ومُسطرة في صفحات الزمان يأخذ بها من يحمل لباً سليماً وقلباً زاكياً ونظيفاً ، ويستمتع بأريج طيبها من صفا أنفه من ملوثات الشيطان وعوادم الهوى
http://c.shia4up.net/uploads/13114017391.jpg
أبياتٌ تُخاطب أرواحنا وتعنينا نحن من أوكلنا الله بإعمار الأرض لما لنا من ميزة ميزنا بها على كل المخلوقات بما فيهم الملائكة الذين مدهم بالعقل وسلب منهم الشهوة ونحن قد جمع فينا العقل والشهوة فإن وازنا بينهما وصلنا إلى رتبة يغبطنا عليها الملائكة المقربون فهذه هي الميزة التي ميزنا الله بها على ملائكته لنصل بها إلى أعلى المراتب إن نحن طبقنا شرعه وسرنا على منهاج أنبيائه واقتدينا بأوليائه وسلكنا بذلك مسالك الأخيار لنصل معه إلى أجمل دار ألا وهي دار السلام
نعم أيها الأحبة إن الأمير عليه السلام هنا يبين من خلال هذه الأبيات أننا نحن سادة الكون ولنا الأثر البالغ في التحولات التي تجري فيه سواءاً كانت بالإيجاب أو السلب ، فالإنسان بما يحمل من مخزون فكري كبير وعظيم يحوي علوم هذا الكون تُمكنه من أن يصعد إلى الكواكب التي تبعد عنه ملايين الأميال ويكتشف ما تحوي من معادن وأملاح ويتعرف من خلالها على مدى إمكانية الحياة على ظهرها فهو بذلك عظيم وعظيم فلا يحسب نفسه جرمٌ صغير ، ويكون في أعلى مراتب العظمة إن هو سار على منهاج خير المرسلين واقتدى بمن يحمل علم الكتاب المبين واتقى النار بإخلاصه في العمل لله خالق الوجود ومن قال له في حديث قدسي عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون سلوني قبل أن تفقدوني ج2 / ص 256
نعم أيها الأحبة إن المؤمن إذا رفع يده قانتاً ودعا ربه صادقاً بأن يحييُ الموتى لكان له ذلك ، فالكريم المطلق لا يرد دعاء المؤمنين كما لا يرد دعاء المظلومين وهو القائل في كتابه المبين وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ 60 غافر
وحتى من ابتعد عن جادة الحق وسار في طريق الضلال قد يكون له تأثيراً سلبياً على مسار الكون ، فهو يتسبب في جدب الأرض وإمساك السماء ووقوع الزلازل وإحياء البراكين التي خمدت منذ آلاف السنين ، والتي تودي بحياة الملايين وتهدم مدناً وتخسق أرضين بسبب ذلك العمل المشين ممن سار على خطى الشياطين وابتعد عن طريق الصالحين
http://c.shia4up.net/uploads/13114017392.jpg
قال تعالى ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ 41 الروم
جعلنا الله وإياكم ممن يعمل على إصلاح الأرض وإعمارها بالإيمان الخالص لخالق الوجود والطاعة والتسليم لما جاء به سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين والعمل بطيب الولاء لعترته الطيبين الطاهرين عليهم السلام أجمعين ونكون من المستغفرين والتائبين عما بدر منا من سيئات الأعمال لنكون مُلبين لنداء الباري من خلال قوله الحكيم والذي جاء على لسان أحد أُولي العزم من المرسلين حيث قال في كتابه الكريم فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا 10 يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا 11 وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا 12 سورة نوح
صــ آل محمد ــداح