بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

مسؤولية المثقف المهدوي

مع مرور الزمن تزداد التحديات والإشكاليات وتكبر الأزمات الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ويستتبعها الأزمة الأخلاقية ، ومع مرور الوقت تتحقق النبوءة باستغراق النفس الإنسانية في بحر الشهوات والمغريات والتسافلات وهذا لايقتصر على الإنسان الغربي بل يتعداه إلى الإنسان المسلم والإنسان الشيعي بل حتى المنتظر بوجه خاص .
ويمتلك المثقف المهدوي مخزونا هائلا من النظريات التي تحتاج إلى تطبيق ، وتحتاج إلى صياغة رؤية معاصرة وصياغة برنامجا مرنا يستطيع إن يوصل النظرية المهدوية بشكل معاصر وفق أدوات العصر وأساليبه ...
المثقف المهدوي عليه مسؤوليات ضخمة لايتحملها غيره وعليه أعباء ربما تعجز عن حملها السموات والأرض فربما من السذاجة إن ننظر إلى نماذج في الواقع ونعبر عنها بالمثقف المهدوي وبنفس الوقت نطالبه برد الإشكاليات والقيام بعملية تغيير واقع مرير تعمل عليه الآلاف من الشبكات الممنهجة بأطر التقنية الحديثة والمتسلحة بأسلحة الشيطان الرهيبة والمستغلة لأهم الأدوات في الواقع المال والإعلام وبالتالي أصبحت الذهنية البسيطة غارقة في بحور من الصور الممغنطة والباعثة للكهرومغناطيسية إلى كل مكان والجاذبة لكل العقول والنفوس ، هذه المؤثرات كانت النصوص المهدوية قد أخبرت عنها ولكن السؤال الملح هل أعطت العلاج للعمل وسط هذه الابتلاءات يقينا الجواب نعم ولكن أين تكمن المشكلة ؟؟؟؟؟؟
اعتقد إن المشكلة تكمن في القراءة الصحيحة للنص ومن ثم التحليل المنطقي للواقع وبعدها تشخيص المشكل والوصول إلى القيمومية المهدوية على الواقع في كل آن عندها سوف تكون هناك رؤية تترجم إلى مشروع والمشروع يتحول إلى أهداف متنوعة والأهداف تحتاج إلى برنامج والبرنامج يكون بالمرونة المتحكمة بالواقع لا الغريب عنه أو يكون من الجمود بحيث يعجز عن حل المشكلات كما يحدث ألان ، وعلى المثقف إن يوجد هذه القضية أو على الأقل يوجد أسسها الأولية لكي يكمل المثقفون من بعده إن وجدوا .
من هو المثقف المهدوي ؟؟
المثقف المهدوي لابد أن يمتلك صفات تختلف عن غيره وإلا لم يكن مثقفا ولعل أهمها
1- إن يمتلك رؤية معاصرة تمزج بين التراث والمعاصرة وهذه لها قراءة خاصة فهو مطلع ومحلل للنصوص واقف على مداليلها وإشارتها وبنفس الوقت باحث في أمور زمانه لاسيما أهم النظريات الحديثة في السياسة والاقتصاد والاجتماع واقف على معضلاتها محددا لأهم المحاور الأساسية المحاورة له أو المحاربة لعقيدته
2- هذه الرؤية تعطيه وضوح في انه أين يقف في المرحلة الراهنة وعلى أية أرضية يستند فإذا علم موقفه فانه يقينا سيعلم النقطة التالية من التحرك
3- المثقف المهدوي مشخص لكل المشكلات الواقعة ومحلل أسبابها ويعرف كيفية التعامل معها وفق المنهج المرن
4- المثقف المهدوي إنسان دائم التواجد في قلب الحدث وغير منعزل عنه لا ببعد معرفي ولا ببعد عملي فهو إنسان غزير المعرفة صاغته التجارب بشكل مثير
5- مع وجوده في الواقع فهو بوجود الرؤية والتشخيص يستطيع إن يكون عاملا مؤثرا وبشكل قوي جدا بحيث يترك الانطباعات لدى الآخرين بأنه هو القوي وهو المؤثر وهو العامل المحوري
6- المثقف لايحتويه مجال معين فهو من خلال غزارة ثقافته يمتلك الأدوات المناسبة والمؤثرة ويمتلك الحلول ويمتلك عملية الانتقال من محور إلى محور فهو محاور رائع ومحلل قدير ومعالج حكيم
7- المثقف المهدوي يجعل من الأدوات المعاصرة المؤثرة في الواقع أدوات فعالة له فهو يدرس كل عوامل التأثير في الأخر سواءا الفرد أو المجموع فهو يعرف المال عامل مؤثر فلابد إن يمتلكه ويعلم الإعلام عامل مؤثر فلابد إن يدرسه ويعلم إن التعامل مع الأخر يحتاج إلى فن ونظريات فهو لابد إن يعرفها فإذا امتلك هذه الأسلحة استطاع إن يوصل النظرية المهدوية بسهولة وسلاسة إلى الآخرين وفق قاعدة نبوي ( أمرنا إن نخاطب الناس على قدر عقولهم)
8- المثقف المهدوي يمتلك الرؤية والمشروع والأهداف والبرنامج والتكتيك وهو ينتقل بكل سهولة مع كل حال ومع كل شخص ومع كل مزاج لأنه يعتبر نفسه إنسان حامل رسالة ( رسالي مهدوي)
9- المثقف لاينتظر حصول التغيير في الواقع من الآخرين بل هو الأول في المبادرين ويثق في قدراته ويحول أي فشل إلى نجاح
10- المثقف المهدوي هو الذي يستطيع إن يوصل رسائله الايجابية بهدوء وبقوة إلى الجميع
11- المثقف المهدوي يعرف كيف يتواجد في كل مكان من خلال ثقافته وأدواته
12- المثقف المهدوي هو القائد الفعال الذي يستطيع إن يتجنب القرارات الخاطئة ويمتلك فن القرارت الصحيحة
13- المثقف المهدوي لايخلوا يوما من هم وقلق ويحول دائما وأبدا هذا القلق والهم إلى عمل وبرنامج
14- المثقف المهدوي هو حامل أخلاق الأنبياء عليهم السلام فهو المنار والقدوة لكل الأشخاص بما فيهم المحارب
15- المثقف المهدوي هو الجندي الثائر مع إمام زمانه في كل لحظة سواءا على نفسه أو على معتقدات واقعه المنحرفة أو على الذين يحاربون عقيدته بكل قوة وحزم وحكمة وصبر في الحقيقة إن المثقف هو يعيش الثورة الدائمة بل هو الثورة الدائمة
16- المثقف المهدوي صاحب الخطاب العقلاني المعاصر المالك لكل خصائص التأثير
اعتقد إن المثقف بهذه الصفات إذا تواجد في مكان ما استطاع إن يبهر العقول ويغير النفوس وينعش القلوب ...
إن من أهم الأمور التي يجب علينا إن نبادر لها هو إيجاد فن في صناعة القيادات المثقفة المهدوية ، إن علينا إن نبادر إلى إيجاد معاهد متخصصة في صناعة المثقف القائد ، فالمثقف المهدوي لايولد مثقف مهدوي بل هو صناعة وفن وهكذا هي الحياة