وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

لِم قلبنا الموازين وشوهنا صورة الدين، أَوَلسنا من أمة مَن بعثه الله لإتمام مكارم الأخلاق ذاك الذي هو على خُلقٍ عظيم؟ أَوَلسنا ممن يحمل دستوراً به كنا خير أمة أُخرجت للناس بالمعروف نأمر وعن المنكر ننهى بجميل القول وطيب العمل وحسن التعامل؟ أَوَنسينا أننا كنا على شفا حفرة فأنقذنا الله بحبيبه وخاتم أنبيائه فارتقينا وسمونا وكسبنا بذلك هيبة واحترام الآخرين؟

ما الذي أبعدنا عن القيم التي جاء بها حبيب الله؟ والخُلق التي أتمها سيد الأنبياء؟ وما الذي جعلنا متسافلين؟ ما حدا مما بدا كي نرى ما جاء به أعظم الخلق تخلفاً وما جاء به المتسافلون من الناس تقدماً ..

أَوَقطيعة الرحم وعقوق الوالدين والتعامل الخشن مع شريك أوشريكة الحياة والأولاد ونزع الحجاب والتقليد الأعمى في الملبس والمأكل والمشرب والعلاقات المشبهوة وارتكاب المحرمات وقذف المحصنات والتطاول على بعضنا بالسب والشتم والقتل على الهوية والسرعة الجنونية والتفحيط وترك ما أوجبه الله علينا من فروض تقدماً وتطوراً؟ ..

أين نحن عن تلك الثقافة التي جعلت الكافر مؤمناً ووائد البنات ذا قلبٍ رحيم والفاجر رجلاً مستقيم والعاهر ذات عفة وحياء ودين والقاتل شهيداً والسارق متصدقاً والعاق باراً والقاطع واصلاً والبعيد قريباً والخصم أخاً ..

لننتبه من غفلتنا ولننظر إلى أنفسنا بعين البصيرة لا الباصرة إن أردنا أن نعود كما كنا خير أمة ..

ما نحن فيه اليوم من تراجع وتسافل سببه ابتعادنا عن منهاج خير الأنبياء وسيد المرسلين وميلنا عن أعظم دستور أنزله الله ، واتباعنا للهوى ..

لقد زاغت أبصارنا وانزوت نفوسنا إلى ما أراده الأعداء لنا كي نتشرذم وننكمش فيتمكنوا بذلك من تمزيق وحدتنا للوصول لهدفهم الذي يحلمون به منذ زمنٍ بعيد ..

علينا أن لا ننبهر بفعلهم ولا نغتر بثقافتهم فهم وربي يضعون السم في العسل ويقدموه لنا فنشربه ظناً منا أنَّه شافينا بينما هو قاتلنا ..