وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..

متى نرتقي بأفكارنا ونسموا بأخلاقنا ونُعرض بمبادئنا عما فيه شتاتنا ، ألا يكفي ما نرى حولنا من خصومات وعداوات مزقت كيان وجعلتها ضعيفة لا حول ولا قوة لها ، تنهشها الوحوش وتمص عظامها ..

نحن اليوم نعيش الذل والهوان لا لأن العدو أقوى منا بل لأننا أعنا العدو على أنفسنا ، صرنا وربي أضعف حال من البهيمة أعز الله القارئ الكريم ، فالبهيمة لا تمشي لوحدها كي لا تكون فريسة سهلة للوحوش الجارحة ، أما نحن فللأسف صرنا نبتعد عن بعضنا بخصومات وعداوات ما أنزل الله بها من سلطان ..

ماذا أقوووووول وفي الحلق شجا وماذا أكتب والحروف مبعثرة حزناً وأساً على ما أسمع وأرى ، بالأمس كنا مثلاً في الوحدة والتضامن ، الصديق يغبطنا والعدو يحسدنا والمنصف يُشيد بنا واليوم صرنا بتشرذمنا محط لشماتة الأعداء وأسا الأصدقاء وذم المنصفين ، مذا حدا؟ لِمَ هذا السقوط أولسنا ممن يقتبس الشعاع من أنوار الهدى ، أولسنا ممن يدرس المعرفة الفهية والعقائدية من مدرسة رائدها جعفر بن محمد الصادق ذلك العظيم الذي يشيد بعظيم مكانته الصديق قبل العدو ، ونهل من ينبوع علمه المذاهب المختلفة ، لِم هذا التعصب النام عن جهل مطبق لا علم رفيع ، لِم يا طلاب العلم تدفعون عوام الناس إلى الهاوية ، ها أنا ذا أرى أحياءاً صغيرة في مدن انقسمت وتشرذمت وساد بين الأخوة والأحبة فيها العداء والبُغض والحسد والحقد ومثلها في قرى تحوي عدد قليل من السكان ..

ليس لي في الختام إلا أن أدعو كل من ينتسب لمذهب الحق خصوصاً من عليهم المعول في بسط الوحدة بما يحملون من فكر وعلم (طلاب الحوزات العلمية) أن يتقوا الله فيما آتاهم وأن لا يكونوا إلباً على المذهب ببث سموم شيطانية والتي (لا ترضي من يُقلدون من العلماء) لتُمزق وحدتنا وتُبدي الخصومة التي من خلالها يتسلل العدو بأسلحة فكرية فتاكة تقتل عقولنا لتجلعنا منقادين بأدمغة مغسولة إلى ما فيه هلاكنا ..