:: منتديات السيد عدنان الحمامي ::

:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: (http://www.adnanalhamame.com/vb/index.php)
-   قسم أهل البيت عليهم السلام (http://www.adnanalhamame.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   الغضب (http://www.adnanalhamame.com/vb/showthread.php?t=526)

فلاح العيساوي 04-16-2011 02:37 PM

الغضب
 
الغضب

بقلم : فلاح العيساوي

من كتابي الموسوم ب(ابليس في القرأن والسنة)

الغضب : هو ثوران النفس واشتعالها لإرادة الانتقام ، ويستخرجه الكبر والحسد والحقد الدفينات في باطن النفس ، فالغضب من حالات النفس وصفاتها ومن آثاره صدور الأفعال والحركات غير العادية من صاحبه مثل البغي والاعتداء والتهجم والضرب والسب والشتم وخروج الكلمات البذيئة والقبيحة فعند ثورانها يكون الانسان كبركان ثائر يقذف بالحمم النارية في جميع الاتجهات والغضب يولد شهوة الانتقام لأجل التّشفّي وجاء في جامع السعادات قوله قدس سره : ( قال بعض علماء الأخلاق:الغضب شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة، إلاّ أنها لا تطلع إلاّ على الافئدة، وانها لمستكنة في طي الفؤاد استكنان الجمر تحت الرماد، وتستخرجها حمية الدين من قلوب المؤمنين، أو حمية الجاهلية والكبر الدفين من قلوب الجبارين، التي لها عرق إلى الشيطان اللعين، حيث قال : (خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ ) فمن شأن الطين السكون والوقار، ومن شأن النار التلظي والاستعار ).وعكس الغضب والانتقام هو كظم الغيظ وقد جعله الله عزوجل من صفات المحسنين في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ).
والغضب في الانسان ينقسم الى قسمين :
الاول : الغضب لله وهو من صفات المؤمنين ويعد من الغضب الحسن والممدوح لكونه لا يخرج الانسان من حالته الطبيعية فهو غضب للحق .ففي نهج البلاغة قال امير المؤمنين عليه السلام : (وَمَنْ شَنِىءَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ لِلَّهِ غَضِبَ اللهُ لَهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). كما روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام )انه قال : ( كان النبي (ص) لا يغضب للدنيا، وإذا اغضبه الحق لم يصرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ).ولا ريب ان الغضب الذي يحصل لرسول الله (ص) لم يكن غضباً مذموماً، بل كان غضباً ممدوحاً يقتضيه منصب النبوة، وتوجيه الشجاعة النبوية. وقد خاطب الله عزوجل نبيه الكريم بقوله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ). ووصف الله عزوجل نبيه (ص)وخيرة اصحابه في قوله تعالى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ). والشدة والغلظة من آثار قوة الغضب.

والثاني : هو الغضب الشيطاني المذموم شرعا والذي يفقد الانسان عقله حتى يرتكب الكبار والجرائم البشعة وتكون نهايته الحسرة والندم اذ لا ينفع الندم وقد وصف بعض الحكماء الانسان اذا اعتراه الغضب بقوله : (السفينة التي وقعت في اللجج الغامرة، واضطربت بالرياح العاصفة وغشيتها الامواج الهائلة أرجى إلى الخلاص من الغضبان الملتهب ).
وقد وردة رويات عديدة في صفة الغضب نستطيع ان نصنفها الى ثلاث اصناف الاولى الرويات التي تذم الغضب والثانية الروايات التي تحث على ترك الغضب والثالثة الروايات التي تعالج حالة الغضب :

1- الروايات التي تذم الغضب
روي عن الامام الصادق عليه السلام قال : (الغضب مفتاح كل شر).
وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (قال رسول الله صلى الله عليه وآله:الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخل العسل).
اقول : قوله (ص)الغضب يفسد الايمان لكون ان الانسان اذا اعتراه الغضب يصبح لا يعي ما يفعل وما يقترف في حينه من محرمات والعسل تذهب حلاوته وخواصة اذا خلط معه الخل فالمؤمن هو العسل الطيب اذا داخله الغضب فسد ايمانه .
وعن الامام الرضا عن آبائه عن علي (عليهم السلام) في حديث : (فأما كحله فالنوم و أما سفوفه فالغضب، و أما لعوقه فالكذب).
اقول : المقصود في الحديث هو ابليس اللعين كما في الميزان قوله (ع) سفوفه الغضب اي افعاله الغضب وقوله (ع) لعوقه الكذب اي حديثه الكذب فهو لعنه الله في كل افعاله واعماله وحديثه مجافي للحق وواقع في الباطل دوما .
وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال كان أبي يقول : ( أي شئ أشد من الغضب، إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة ).
اقول : لا يوجد في الحديث حد لافعال الغاضب وقتل النفس وقذف المحصنة هو من اعظم المحرمات فأن الامام عليه السلام اراد ان ينبه على ان الذي يغضب سوف يقترف الذنوب من اكبرها الى ادناها دون اي وازع يوقف عنده الغاضب وعليه يجب العمل على ترويض النفس عن حالات الغضب .
قال أمير المزمنين علي (ع) : (الحدة ضرب من الجنون، لان صاحبها يندم، فان لم يندم فجنونه مستحكم ).
اقول : الحدة هي الشدة في القول والفعل وهي ناتج حالة الغضب .
قال أبوعبدالله عليه السلام:(الغضب ممحقة لقلب الحكيم وقال:من لم يملك غضبه لم يملك عقله).
اقول :جاء في هامش الكافي قول المعلق : (الممحقة بكسر الميم اسم آلة للمحق وهو الابطال وذلك لان ثوران نار الغضب وانبعاث دخانه في ساحة القلب وغليان الرطوبات القلبية يوجب محق نور القلب ويصيره مظلما بحيث لايدرك شيئا من الحق وعند ذلك يستولى عليه الشيطان ويحمله على أن يفعل مايفعل وإنما خص قلب الحكيم بالذكر لان المحق الذى هو ازالة النور انما يتعلق بقلب له نور وقلب غير حكيم مظلم ليس له نور ).

2- الروايات التي تحث على ترك الغضب
قال رسول الله (ص) : (ليس الشديد بالصرعة، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ).
قال رسول الله (ص) : (الشجاع من يملك نفسه عند غضبه ).
اقول : ليس القوي من هو قادر ان يتغلب على الاخرين بل القوي من يستطيع ان يتغلب على غضبه ويصرعه وقد عد الرسول الاعظم (ص) صاحب هذه الصفة والخصله الفاضلة بالشجاعة .
وعن عبدالاعلى قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام:(علمني عظة أتعظ بها، فقال:إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه رجل فقال له : يا رسول الله علمني عظة أتعظ بها، فقال له:انطلق ولا تغضب، ثم أعاد إليه فقال له : انطلق ولا تغضب ثلاث مرات ).
وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعت أبي عليه السلام يقول : ( أتى رسول الله صلى الله عليه وآله : رجل بدوي فقال : إني أسكن البادية فعلمني جوامع الكلام فقال : آمرك أن لاتغضب، فأعاد عليه الاعرابي المسألة ثلاث مرات حتى رجع الرجل إلى نفسه، فقال : لا أسأل عن شئ بعد هذا، ما أمرني رسول الله صليه الله عليه وآله إلا بالخير).
اقول : في الحديثين السابقين وجه تشابه كبير وهذا التشابه لا يعني ان طالب الموعظة هو شخص واحد في الروايتين فالذين كانوا يطلبون النصح والموعظة من شخص النبي الاعظم (ص) لا يحصى عددهم ويتضح عظمة النصيحة التي نصح النبي الاكرم الرجلين من الرواية التالية .
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله : يا رسول الله علمني قال:اذهب ولا تغضب، فقال الرجل:قد اكتفيت بذاك، فمضى إلى أهله فاذا بين قومه حرب قد قاموا صفوفا ولبسوا السلاح، فلما رأى ذلك لبس سلاحه، ثم قام معهم ثم ذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله : لا تغضب فرمى السلاح، ثم جاء يمشي إلى القوم الذين هم عدو قومه، فقال : يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر فعلي في مالي أنا او فيكموه فقال القوم : فما كان فهو لكم، نحن أولى بذلك منكم، قال : فاصطلح القوم وذهب الغضب).
اقول : بمقدور الانسان ان يصلح نفسه ويعمل باخلاق النبوة واخلاق اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين وعمل الرجل صاحب السؤال في الرواية وكرم اخلاقه بالتعامل مع الموقف اخجل الطرف الثاني واثناهم عن القتال وعن اخذ الدية اذ قابلوه بنفس كرم العرب المعروف وكل هذا كان بفضل العمل بنصية النبي الاعظم (ص).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : ( مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عزوجل به موسى عليه السلام:يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي).
وعن إسحاق ابن عمار قال : ( سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن في التوراة مكتوبا : يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك).
وقال أبوعبدالله عليه السلام : (أوحى الله عزوجل إلى بعض أنبيائه : يا ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق وارض بي منتصرا فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك).
اقول : محقه اي أبطله ومحاه قطعا اذا استمر الغضبان في غضبه لكن اذا كف الغضبان غضبه وتذكر الله واوكل الامر اليه تعالى فيكون العزيز الحكيم هو مولاه وناصره ولا يوجد ناصر افضل من الله عزوجل .
وعن أبي عبدالله عليه السلام انه قول : (من كف غضبه ستر الله عورته).
اقول : العورة كل شيء معيب وقبيح مستور ولا ريب عند الغضب تبدو المساوى وتظهر العيوب من خلال اقول وافعال الغاضب فمن كف غضبه ستر عيبوه والعاقل لا يهتك ستره .
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله:من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة ومن كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة).
اقول :جاء في هامش الكافي قول المعلق (من كف نفسه عن أعراض الناس أي عن هتك عرضهم بالغيبة والبهتان والشتم وكشف عيوبهم وأمثال ذلك أقال الله نفسه يوم القيامة يقال:أقاله أى وافقه على نقض البيع وسامحه ومنه أقال الله عثرته يوم القيامة ولما كان نفس الانسان مرهونة بعملها كما قال الله سبحانه:كل نفس بما كسبت رهينة و كل امرئ بما كسب رهين وكما قال رسول الله صلى الله عليه واله : ألا إن انفسكم مرهونة باعمالكم ففكوها باستغفاركم فمن كف نفسه عن أعراض الناس كأنه يريد أن يفك نفسه عن العقوبة والله تعالى أقالها اي يحكم له بما يريد).

3- الروايات التي تعالج حالة الغضب
في تفسير العياشي، عن الأصبغ بن نباتة قال:سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام)يقول : (إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليدن منه فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت، و إنها متعلقة بالعرش تنقضه انتقاض الحديد فتنادي : اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني و ذلك قول الله في كتابه:واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان بكم رقيبا، و أيما رجل غضب و هو قائم فليلزم الأرض من فوره فإنه يذهب رجز الشيطان).
وروي عن ميسر قال : ذكر الغضب عند أبي جعفر عليه السلام فقال : (إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه، فإن الرحم إذا مست سكنت).
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : (إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحد كم ذلك من نفسه فليلزم الارض فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك).
اقول : الجمرة القطعة الملتهبة من النار وقد نسب الغضب الحاصل من الانسان الى الشيطان وانه اي الغضب من اعماله فيجب الاجتناب عنه وتنزيه النفس منه ومن اخطاره كما اعطة الاحاديث السابقة بعض الحلول لتجنب حالات الغضب منها مس ذو الرحم اذا وقعت بينهم حالة غضب ومع الغرباء اذا غضب يقوم ان كان جالس ويقعد ان كان واقف او يخرج ويبتعد عن المكان الذي اعتراه الغضب فيه وتذكر الله والتقوى والصبر وكظم الغيظ هي من قوة الايمان وهي ايضا من العوامل المهمة في اطفاء سورة الغضب اعاذنا الله منها فهي من عمل الشيطان اللعين عدو الانسان الاول .

سيد عدنان الحمامي 04-16-2011 03:12 PM

فلاح اسئل الله ان يحرسنا ويحفظنا من الغضب وعواقبه

وان يجعلنا دائما وبدا في ذكره ونحمده حمدا كثيرا

احسنت وربي ايبارك في هذه الموهبه الللطيفه والمباركه

في خدمة محمد وال محمد ص

اسئله لك العافيه ان شاء الله تعالى

تحياتي ودعائي

فلاح العيساوي 04-16-2011 09:47 PM

نعم ايها الغالي جدا

حرسنا الله من شر الغضب والوقوع في اثامه

وربي يطيل لنا في عمرك

مرورك يسعدني جدا

ربي لا يحرمني منك

تحياتي سلامي للاهل والعائلة الكريمة

اقسم لولا الضروف لعملنا لكم زيارة خاصة

نورجهان 04-17-2011 02:33 AM


كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..

دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
أخي الكريم فلاح العيساوي الله يوفقك لكل خير
نسال الباري ان يجعلنا من خدام فاطمة عليها السلام
تقبل مروري المتواضع بين سطورك الراقية
دمت بخير وسلام
أختك نورجهان


فلاح العيساوي 04-19-2011 09:40 PM

الاخت الغالية نور

مرورك ِ وكلماتك ِ هي الاروع

والاجمل من حيث المعنى

ومن حيث الشكل ايضا

تقبلي تحياتي وشكري الجزيل

اخوك ِفلاح العيساوي

الشيخ باقر الصبيحاوي 04-30-2011 10:12 PM

http://www.iraqup.com/up/20110420/UR..._643636465.gif

موفقين لكل خير

على هذا الطرح

الرائع موفقين انشاء الله

بانتظار جديدكم والمزيد

نهر العلقمي 05-13-2011 12:00 PM

http://al-3abbas.com/bismilllah.gif

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


>< فلاح العيساوي ><

http://www.redcodevb.com/smiles/smil...orums-0456.gif

بوركت وجزيت خيرا ًمن رب العالمين



ببركة قائم آل محمد الطيبين الطاهرين

نسألكم الدعاء


الساعة الآن 06:57 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010

Security team