:: منتديات السيد عدنان الحمامي :: - مكارم شيرازي: على أعتاب عاشوراء وصايا للشعراء والرثاة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

أشاد المرجع الديني آية الله ناصر مكارم الشيرازي بالرثاة واصفاً إياهم بمحيي آثار شهداء كربلاء، قائلاً: إن مذهب أهل البيت(عليهم السلام) آخذ بالتقدم والازدهار، وسيأتي قريباً اليوم الذي يطبق فيه على العالم بأسره.
وانتقد سماحته لدى استقباله مسؤولي جمعية الرثاة في البلاد التطرف الوهابي، متابعاً: يسعى بعض من يمثل الوهابية إلى إلصاق التهم بمذهب التشيع، وما ذاك إلا لغيظهم من اتساع رقعة هذا المذهب في العالم.
ولفت سماحته إلى أن أعداء الإسلام يتربصون الدوائر بمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، مضيفاً: يبذل الأعداء اليوم كل ما بوسعهم لتوجيه ضربة إلى هذا المذهب الأصيل. وهم يرون في مراسم العزاء والمآتم الحسينية المقامة في عاشوراء وفي مراجع التقليد مزاحمة لأهدافهم؛ فطفقوا يلتمسون السبل لإقصاء هاتين المقولتين والقضاء عليهما.
إلى ذلك، شدد سماحة المرجع على أن إحياء عاشوراء الحسين(عليه السلام) هي رسالة الشعراء والرثاة الحسينيين، موصياً إياهم بسبعة وصايا، قائلاً: التعليم المتواصل لمحتوى وشكل الرثاء أمر ضروري، فلا بد من التمرن عليه طيلة أيام السنة بغية أن يتمكن الرواد في هذا المجال من نقل تجاربهم القيمة إلى المبتدئين في هذا الطريق.
ونوه سماحته إلى لزوم إلمام الراثي والشاعر بالفرق الصوفية والوهابية والبحوث السكيولوجية ضمن دورات خاصة، مردفاً: يجب على الراثي والشاعر أن يستقي أشعاره من المصادر الشيعية المعتمدة، ليتمكن بذلك من الحفاظ على حقائق واقعة كربلاء ونقلها كما هي إلى المجتمع الإسلامي.
وتابع سماحته الحديث مع الرثاة قائلاً: حاولوا قيادة المأتم والسيطرة عليه، فلا تدعوا غيركم يجرّ المأتم الى هواه، ولا تستسلموا لرغباتهم، واجعلوا رثاءكم منسجماً مع المصلحة والمناسبة.
وفي جانب آخر من كلمته، قال سماحته: لا تجعلوا مجالس العزاء ومآتم الامام الحسين(عليه السلام) مركزاً للدعاية الانتخابية للمرشحين، واعلموا أن التعاطي مع الآخرين على الأساس الفئوي والانتماء السياسي ظلم للإمام الحسين(عليه السلام) ولمجالس العزاء أيضاً.
وأضاف سماحته: إنأوا بأنفسكم عن الغلو في بيان فضائل أهل البيت(عليه السلام) وبخسهم حقهم، فسيروا في جادة الاعتدال وانتهجوا الوسطية كأفضل خيار لكم وللآخرين، واسعوا للاستفادة من أشعار الشعراء المعروفين والعلماء المبرزين.
وشدد سماحته على ضرورة تناغم عمل وسلوك الشاعر مع ما يقول، مردفاً: لقد عُرفتم في الأوساط الشعبية كشعراء ورثاة لأهل البيت(عليهم السلام)، فلو أقمتم حفلة لزواج ولدكم أو ابنتكم مثلاً يجب أن تكون متناسبة مع شأن شاعر أهل البيت(عليهم السلام).
وقال أيضاً: على الراثي أن يتصف بعزة النفس من الناحية المادية، وأن يوكل أمره الى الامام الحسين(عليه السلام)، وليعلم أن لهذا الأمر وقعاً كبيراً في حياته العملية.
وفي الختام، قال سماحته: لا يجب إحداث انقسام في مآتم الامام الحسين(عليه السلام)، واعلموا أن العدو قد أدرك عظمة تلك المآتم فشرع بغرس بذور الخلاف بين المساجد والحسينيات وغيرِها، فعلينا أن نلتفت إلى العناصر الدخيلة التي تحاول استغلال تلك المآتم لإحباط مآربها.