المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طول الغيبة وإيمان أهلها ؟؟؟؟؟


نورجهان
12-31-2012, 06:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد

طول الغيبة وإيمان أهلها

قال مولانا الإمام زين العابدين (عليه السلام): تمتدُ الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله - صلی الله عليه وعلی الأئمة من بعده -. إن أهل زمان غيبته القائلين بأمامته، والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان، فإن الله تبارك وتعالی أعطاهم من العقول والافهام والمعرفة ما صارت به الغيبة [عندهم] بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلی الله عليه وآله) بالسيف أولئك هم المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة الی دين الله عزوجل سراً وجهراً.
الكلام المتقدم رواه الثقة الجليل ابو محمد الفضل بن شاذان وهم من أجلاء أصحاب الأئمة الكرام من الجواد الی العسكري (عليهم السلام). في كتاب الذي صنفه في غيبة الإمام المهدي قبل وقوعها وولادته (عجل الله فرجه)؛ ضمن حديث طويل،
والفقرة التي إنتخبناها منه تبين لنا عدة من الخصوصيات المهمة لعصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي الموعود (أرواحنا فداه).



الخصوصية الأولی: طول مدة هذه الغيبة وهذا أمرٌ أخبرت عنه مسبقاً أحاديث أخری عن أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) ويعد الأخبار المسبق عنه وتصديق الواقع التأريخي له من الدلائل الوجدانية لإمامتهم سلام الله عليهم وإرتباطهم بعلام الغيوب تبارك وتعالی.
ولمعرفة هذه الخصوصية أهمية تربوية وعقائدية تُضاف الی أثرها في ترسيخ إيمان المؤمنين بصدق أئمتهم سلام الله عليهم وإرتباطهم بعالم الغيب الذي لا يطلع علی غيبه إلا من ارتضاه تبارك وتعالی من عباده كما أشرنا آنفا.
هذه الأهمية التربوية والعقائدية تكمن في أن المعرفة التصديقية بطول الغيبة تعين المؤمن علی محاربة الشكوك التي يثيرها الشيطان تجاه صحة الغيبة وصحة الوعد الإلهي بحتمية ظهور بقية الله المنتظر (عجل الله فرجه).
فلا يقع المؤمن ببركة المعرفة المسبقة بطول الغيبة فيما يقع فيه كثيرٌ من الناس من ضعف إرتباطهم العملي وإنتظارهم الحقيقي لإمامهم وظهوره بسبب طول الغيبة، حيث تتلجلج في صدورهم تشكيكات في صورة أسئلةٍ إنكارية لا يجدون جواباً لها من قبيل اين ولي الأمر؟ وبأي وادٍ سلك؟
ولماذا يظهر؟ كما أخبرت عن ذلك عدة من الأحاديث الشريفة ومسبقاً أيضاً.
فلو كان هؤلاء علی معرفة تصديقية بالإخبار المسبق من سادات الصادقين (عليهم السلام) بشأن طول الغيبة، لوجدوا الإجابة الواضحة عن نظائر هذه الأسئلة من هذا الإخبار المسبق نفسه ولبقوا علی إيمانهم العملي بأمام زمانهم وإرتباطهم وإنتظارهم الصادق له مهما تأخر ظهوره (عجل الله فرجه).

أما الخصوصية الثانية: من خصائص عصر الغيبة التي ذكرها أمامنا زين العابدين (عليه السلام) في حديثه المتقدم، فهي أن مؤمني هذا العصر بحاجة ماسة الی توسيع إنفتاحهم علی عالم الغيب الإلهي وتقوية إيمانهم بالغيب والحقائق الغيبية التي ثبتت عندهم بالأدلة النقلية والعقلية الصحيحة.
والسر في ذلك هو أنّ عصر الغيبة بطبيعته لا يسمح بالإتصال الظاهري المشهود بالإمام الغائب، الأمر الذي يستدعي أن يكون إيمانهم به (عليه السلام) كالإيمان بسائر الحقائق الغيبية التي لا يرونها بالعين المألوفة بل يشاهدونها بعين القلب والبصيرة.
وقد صرحت الأيات الأولی من سورة البقرة بأن أولی صفات المتقين الذين يمكنهم الحصول علی الفوائد المطلوبة من هدی القرآن الكريم وبمراتبها العالية هي كونهم يؤمنون بالغيب.
أي أن عليهم أن يقوّوا بصيرتهم وعينهم القلبية ولا يجعلوا إيمانهم مرهوناً بالإحساس المادي المباشر.
فاذا تحقق ذلك فيهم صاروا أفضل من مؤمني أي زمان لأنهم كما يصفهم الإمام زين العابدين (عليه السلام) في كلامه المتقدم قد أعطاهم الله من العقول والأفهام (ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، أولئك هم المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً والدعاة الی دين الله عزوجل سراً وجهراً).


*******

همسة سراجية:
إن فترة الشباب هي فترة القوة والحيوية والنشاط، وهي سرعان ما ستطوى.. لذا، ينبغي للمؤمن العاقل استغلالها في طاعة الله عز وجل، قبل أن تورثه تلك الفترة الندامة والأسى، كما قال الرسول (ص): (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ )..

اتمنى لم وقت طيب ومفيد
تحياتي نورجهان