صداح آل محمد
07-26-2012, 05:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
بالأمس أخذني النصب وأرهقني الظمأ حيث خرجت فيه ظهراً بعد أن أديت الصلاة لقضاء بعض الإحتياجات الخاصة .. وما جعلني أشعر بالإرهاق لحف السموم لوجهي حيث مكيف السيارة معطل ومشاويري كانت متعددة وبين كل مشموار ومشوار توقف ونزول من السيارة وانتظار في باحات مفتوحة ، دامت مشاويري هذه ما يقارب ثلاث ساعات أي من الساعة الواحدة بعد الظهر وحتى الرابعة عصراً، يبس فيها لساني ودكني العرق لدرجة جعلتني أفكر في قيمة الماء وأهميته .. هنا حانت مني التفاتة للوراء لأتخيل فيها حال سيد الشهداء أبي عبد الله لحسين عليه السلام وهو يجاهد جلاوزة بني أمية في هجير الصحراء بمهجته وكبده الحراء حيث منعوه من ورود الماء لثلاثة أيام ومع ذلك لم يتركوه يعالج عطشه بل مالوا عليه بسيوفهم ليمزقوا بها جسده ويفتتوا قلبه حتى أردوه صريعاً على رمضاء كربلاء متوسداً رمالها الحارقة ، قد تمدد بأعضائه الفائرة بالدماء على تلك الرمال المؤذية لتزيد من آلامه بامتزاجها بجراحاته فلم برى لها سبيلاً إلا الأنين والنداء بصوت خافت وحق جدي إني عطشان ، ليجد الجواب القاسي من ذلك الوغد شمر اللعين بصعوده متربعاً بنعليه على صدره الممزق بذلك السهم المشوم ، صارخاً في وجهه لن تذوق الماء بل ستذوق بدلاً عنه الموت غصة بعد غصة ، ليعلوه بعدها بسيفه إلى أن احتز رأسه الشريف ورفعه على رمح طويل ، هنا هان علي ما أنا فيه من بلاء حيث رأيت أني ومع ما أنا عليه من تعب وظمأ إلا أني متيقن بأن ذلك لن يدوم طويلاً لذا فهو لا يساوي شيئاً في مقابل ما جرى على أبي عبد الله عليه السلام ، فإن كنت قد أحسست بالظمأ لسويعات فالحسين تألم من الظمأ لأيام وراعه ثقل الحديد ومجابهة الأعداء وحر السيوف ونزف الجراح ولهيب التراب حتى قضى شهيداً محتسباً على أيدي وحوش ضارية مصاصة للدماء
صــ آل محمد ــداح
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
بالأمس أخذني النصب وأرهقني الظمأ حيث خرجت فيه ظهراً بعد أن أديت الصلاة لقضاء بعض الإحتياجات الخاصة .. وما جعلني أشعر بالإرهاق لحف السموم لوجهي حيث مكيف السيارة معطل ومشاويري كانت متعددة وبين كل مشموار ومشوار توقف ونزول من السيارة وانتظار في باحات مفتوحة ، دامت مشاويري هذه ما يقارب ثلاث ساعات أي من الساعة الواحدة بعد الظهر وحتى الرابعة عصراً، يبس فيها لساني ودكني العرق لدرجة جعلتني أفكر في قيمة الماء وأهميته .. هنا حانت مني التفاتة للوراء لأتخيل فيها حال سيد الشهداء أبي عبد الله لحسين عليه السلام وهو يجاهد جلاوزة بني أمية في هجير الصحراء بمهجته وكبده الحراء حيث منعوه من ورود الماء لثلاثة أيام ومع ذلك لم يتركوه يعالج عطشه بل مالوا عليه بسيوفهم ليمزقوا بها جسده ويفتتوا قلبه حتى أردوه صريعاً على رمضاء كربلاء متوسداً رمالها الحارقة ، قد تمدد بأعضائه الفائرة بالدماء على تلك الرمال المؤذية لتزيد من آلامه بامتزاجها بجراحاته فلم برى لها سبيلاً إلا الأنين والنداء بصوت خافت وحق جدي إني عطشان ، ليجد الجواب القاسي من ذلك الوغد شمر اللعين بصعوده متربعاً بنعليه على صدره الممزق بذلك السهم المشوم ، صارخاً في وجهه لن تذوق الماء بل ستذوق بدلاً عنه الموت غصة بعد غصة ، ليعلوه بعدها بسيفه إلى أن احتز رأسه الشريف ورفعه على رمح طويل ، هنا هان علي ما أنا فيه من بلاء حيث رأيت أني ومع ما أنا عليه من تعب وظمأ إلا أني متيقن بأن ذلك لن يدوم طويلاً لذا فهو لا يساوي شيئاً في مقابل ما جرى على أبي عبد الله عليه السلام ، فإن كنت قد أحسست بالظمأ لسويعات فالحسين تألم من الظمأ لأيام وراعه ثقل الحديد ومجابهة الأعداء وحر السيوف ونزف الجراح ولهيب التراب حتى قضى شهيداً محتسباً على أيدي وحوش ضارية مصاصة للدماء
صــ آل محمد ــداح