شجون الزهراء
04-14-2012, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بيان معني رواية: أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت و أشدّهم استعداداً له
و لذلك فانّ من الكياسة و الفطنة أن يدرك الانسان معني الموت ومفهومه الحقيقي و يستعّد له.
روي المجلسي رحمة الله عليه في كتاب «العدل و المعاد» عن كتابيْ الحسين بن سعيد، و هو من كبار المحدّثين، مسنداً عن الامام الباقر عليه السلام قال:
سُئلَ رَسُولُ اللَهِ صلّي الله عليه و آله: أَيُّ الْمُؤمِنِينَ أَكْيَسُ؟
قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرَاً لِلْمَوتِ وَ أَشَدُّهُمْ اسْتِعْدَاداً لَهُ [40].
و قد وردت أيضاً رواية في كتاب «روضة الكافي» عن رسول الله صلّي الله عليه و آله [41]، و في أمالي الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم[42] انّه قال:
أَكْيَسُ النَّاسِ مَنْ كَانَ أَشَدَّ ذِكْرَاً لِلْمَوتِ.
و اذا ما كان الموت بمعني هذا الامر المعلوم و المشهود، من تلف البدن و فساده و انقطاع سلسلة الفعاليّة و النشاط، فانّه سيكون أمراً لاترديد و لا شكّ فيه لاحد من جميع أصناف الناس و طبقاتهم، و سيكون من أوضح الواضحات و البديهيات.
فأيّ موت ـ تري ـ يكون ذكره و الاستعداد له مفيداً و مؤثراً، و يعدّ الإيقان به من فضائل الإنسان و كمالاته، و خاصّة من قبل المؤمنين بالله وعدله؟!
من البيّن انّ المراد بذلك هو المنازل و المراحل التي يطويها الانسان بعد الموت، حيث يحصل الانسان علي نتيجة عمله، فهي التي توجب الشكّ و الترديد، و هي التي عُهد من أجلها للانبياء و الاولياء بالمهامّ الشاقّة و الابلاغات الصعبة، و التي يقيم من أجلها الحكماء و الفلاسفة الالهيّون البراهين و الادلّة لإثبات تجرّد النفس و بقائها، و يوصلون الامر الي مرحلة الاثبات و القطع و اليقين.
و علّة هذا الشك و الترديد انّ الانسان يريد أن يحسّ جميع تلك المنازل و المراحل و عواقب أعماله في هذه الدنيا، و يلمس حقيقتها بأعضاءه و قواه المادّية الحسيّة، و لإستحالة هذا الامر فانّ الشك و الترديد سيطرأ علي هذا الامر.
امّا استحالة ذلك فسببها انّ تلك المنازل و المراحل ينبغي ـ حسب الفرض ـ ان تأتي بعد الموت لا قبله، و الاّ لما كانت معاداً، و لما كانت منازل متحقّقة بعد الموت، بل منزلاً من منازل الدنيا كسائر الاُمور التي تتكرّر يوميّاً و تواجه الانسان في تاريخ حياته و الحوادث التي تصادفه في معيشته.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بيان معني رواية: أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت و أشدّهم استعداداً له
و لذلك فانّ من الكياسة و الفطنة أن يدرك الانسان معني الموت ومفهومه الحقيقي و يستعّد له.
روي المجلسي رحمة الله عليه في كتاب «العدل و المعاد» عن كتابيْ الحسين بن سعيد، و هو من كبار المحدّثين، مسنداً عن الامام الباقر عليه السلام قال:
سُئلَ رَسُولُ اللَهِ صلّي الله عليه و آله: أَيُّ الْمُؤمِنِينَ أَكْيَسُ؟
قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْرَاً لِلْمَوتِ وَ أَشَدُّهُمْ اسْتِعْدَاداً لَهُ [40].
و قد وردت أيضاً رواية في كتاب «روضة الكافي» عن رسول الله صلّي الله عليه و آله [41]، و في أمالي الشيخ الصدوق عن الامام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلّي الله عليه و آله و سلّم[42] انّه قال:
أَكْيَسُ النَّاسِ مَنْ كَانَ أَشَدَّ ذِكْرَاً لِلْمَوتِ.
و اذا ما كان الموت بمعني هذا الامر المعلوم و المشهود، من تلف البدن و فساده و انقطاع سلسلة الفعاليّة و النشاط، فانّه سيكون أمراً لاترديد و لا شكّ فيه لاحد من جميع أصناف الناس و طبقاتهم، و سيكون من أوضح الواضحات و البديهيات.
فأيّ موت ـ تري ـ يكون ذكره و الاستعداد له مفيداً و مؤثراً، و يعدّ الإيقان به من فضائل الإنسان و كمالاته، و خاصّة من قبل المؤمنين بالله وعدله؟!
من البيّن انّ المراد بذلك هو المنازل و المراحل التي يطويها الانسان بعد الموت، حيث يحصل الانسان علي نتيجة عمله، فهي التي توجب الشكّ و الترديد، و هي التي عُهد من أجلها للانبياء و الاولياء بالمهامّ الشاقّة و الابلاغات الصعبة، و التي يقيم من أجلها الحكماء و الفلاسفة الالهيّون البراهين و الادلّة لإثبات تجرّد النفس و بقائها، و يوصلون الامر الي مرحلة الاثبات و القطع و اليقين.
و علّة هذا الشك و الترديد انّ الانسان يريد أن يحسّ جميع تلك المنازل و المراحل و عواقب أعماله في هذه الدنيا، و يلمس حقيقتها بأعضاءه و قواه المادّية الحسيّة، و لإستحالة هذا الامر فانّ الشك و الترديد سيطرأ علي هذا الامر.
امّا استحالة ذلك فسببها انّ تلك المنازل و المراحل ينبغي ـ حسب الفرض ـ ان تأتي بعد الموت لا قبله، و الاّ لما كانت معاداً، و لما كانت منازل متحقّقة بعد الموت، بل منزلاً من منازل الدنيا كسائر الاُمور التي تتكرّر يوميّاً و تواجه الانسان في تاريخ حياته و الحوادث التي تصادفه في معيشته.