نورجهان
02-11-2012, 06:34 PM
خطورة الحلف قصة قرانية
خطورة الحلف قصة قرانية
خطر الحلف
بقي أن نشير إلى واقعة جزئية وردت في نطاق المحنة التي ألمّت بأيّوب (عليه السلام) ، ألا و هي:
﴿وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لا تَحْنَثْ﴾
و هذه الواقعة تتصل كما تذكر النصوص المفسّرة بيمين على امرأتِه أن يضربها مائة جلدة لمفارقة ارتكبتها ، فأمرته السماء بأن يضربها دفعةً واحدة ، و طالبته بعدم اليمين في الممارسات بعامّة .
و لعلّ المتلقّي يتساءل عن الموقع الهندسي لهذه الواقعة ، و صلتها بمحنة أيّوب .
و نحن لا نحتاج إلى تأمّل كبير في استخلاص السرّ الفنّي لسرد هذه الحادثة في سياق المحنة المذكورة ، طالما ندرك بوضوح أنّ النص القرآني الكريم حينما يستهدف التشدّد و لفت الانتباه إلى خطورة بعض الممارسات ، حينئذ يصوغها في سياق أحداث متسلسلةً ، بقطع تسلسلها ، بغية أن يلفت الانتباه إلى تلك الممارسة التي تّتسم بالخطورة .
و الحلف كما هو واضح من أشدّ الممارسات التي ينهى المشرّع عنها ، نظراً لصلتها بقدسية السماء التي ينبغي ألاّ تظلّ موضع تعامل مألوف في ممارسات الآدميين .
من هنا طالب النص بعدم اليمين تأكيداً للحقيقة المتقدّمة ، مبيّناً من خلال إيرادها خارجاً عن سلسلة الأحداث و المواقف الحائمة على مفهوم معين:
خطورة الحلف ، و ضرورة عدم ممارسته .
و أخيراً ، ينبغي أن نلفت الانتباه أيضاً إلى المنحى الفنّي الذي سلكه النص في تقرير الحقائق المتصلة بمحنة أيّوب (عليه السلام) . فالنصّ لم يقرّر مباشرة أنّ أيّوب قد واجه محنةً في الجسم و الأهل ، بل رسم نتائج المحنة ، أي: تفريجها . تاركاً للمتلقي أن يستنتج ذلك بنفسه من خلال تفريج المحنة ، و أن يتعرّف على نمطها الذي بيّنه النص من أنّه متصل بالمرض و بذهاب الأهل .
و بهذه الطريقة الفنّية الممتعة يكون النص قد حقّق جملة من الإمتاع الجمالي للمتذوّق . فهو برسمه التفريج عن المحنة بدلا من ذكر المحنة ، يُحسّسنا بأنّ التفريج للصابر هو النتيجة الحتمية ، أي أ نّه يستهدف لفت انتباهنا إلى الفَرَج ، حينما يبدأ برسم الفَرَج بدلا من رسم المحنة . . . و يكون بهذا قد حقّق إمتاعاً فنّياً جديداً ، مضافاً إلى الإمتاع الفنّي الذي حققه المتلقّي ، حينما استخلص بنفسه نمط المحنة بدلا من أن يبيّنها النص مباشرةً .نسال الله تعالى ان يوفقنا لكل خير
تحياتي للجميع
نورجهان
خطورة الحلف قصة قرانية
خطر الحلف
بقي أن نشير إلى واقعة جزئية وردت في نطاق المحنة التي ألمّت بأيّوب (عليه السلام) ، ألا و هي:
﴿وَ خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَ لا تَحْنَثْ﴾
و هذه الواقعة تتصل كما تذكر النصوص المفسّرة بيمين على امرأتِه أن يضربها مائة جلدة لمفارقة ارتكبتها ، فأمرته السماء بأن يضربها دفعةً واحدة ، و طالبته بعدم اليمين في الممارسات بعامّة .
و لعلّ المتلقّي يتساءل عن الموقع الهندسي لهذه الواقعة ، و صلتها بمحنة أيّوب .
و نحن لا نحتاج إلى تأمّل كبير في استخلاص السرّ الفنّي لسرد هذه الحادثة في سياق المحنة المذكورة ، طالما ندرك بوضوح أنّ النص القرآني الكريم حينما يستهدف التشدّد و لفت الانتباه إلى خطورة بعض الممارسات ، حينئذ يصوغها في سياق أحداث متسلسلةً ، بقطع تسلسلها ، بغية أن يلفت الانتباه إلى تلك الممارسة التي تّتسم بالخطورة .
و الحلف كما هو واضح من أشدّ الممارسات التي ينهى المشرّع عنها ، نظراً لصلتها بقدسية السماء التي ينبغي ألاّ تظلّ موضع تعامل مألوف في ممارسات الآدميين .
من هنا طالب النص بعدم اليمين تأكيداً للحقيقة المتقدّمة ، مبيّناً من خلال إيرادها خارجاً عن سلسلة الأحداث و المواقف الحائمة على مفهوم معين:
خطورة الحلف ، و ضرورة عدم ممارسته .
و أخيراً ، ينبغي أن نلفت الانتباه أيضاً إلى المنحى الفنّي الذي سلكه النص في تقرير الحقائق المتصلة بمحنة أيّوب (عليه السلام) . فالنصّ لم يقرّر مباشرة أنّ أيّوب قد واجه محنةً في الجسم و الأهل ، بل رسم نتائج المحنة ، أي: تفريجها . تاركاً للمتلقي أن يستنتج ذلك بنفسه من خلال تفريج المحنة ، و أن يتعرّف على نمطها الذي بيّنه النص من أنّه متصل بالمرض و بذهاب الأهل .
و بهذه الطريقة الفنّية الممتعة يكون النص قد حقّق جملة من الإمتاع الجمالي للمتذوّق . فهو برسمه التفريج عن المحنة بدلا من ذكر المحنة ، يُحسّسنا بأنّ التفريج للصابر هو النتيجة الحتمية ، أي أ نّه يستهدف لفت انتباهنا إلى الفَرَج ، حينما يبدأ برسم الفَرَج بدلا من رسم المحنة . . . و يكون بهذا قد حقّق إمتاعاً فنّياً جديداً ، مضافاً إلى الإمتاع الفنّي الذي حققه المتلقّي ، حينما استخلص بنفسه نمط المحنة بدلا من أن يبيّنها النص مباشرةً .نسال الله تعالى ان يوفقنا لكل خير
تحياتي للجميع
نورجهان