تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المتقون يستثيرون بالقرآن دواء دائهم


نورجهان
02-09-2012, 08:33 PM
( روي أن صاحباً لأمير المؤمنين عليه السلام يقال له همام كان رجلاً عابداً ، فقال يا أمير المؤمنين صف لي المتقين حتى كأني أنظر إليهم . فتثاقل عليه السلام عن جوابه ثم قال : يا همام اتق الله وأحسن فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، فلم يقنع همام بهذا القول حتى عزم عليه ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال :
أما بعد، فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم آمنا من معصيتهم ، لأنه لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه . فقسم بينهم معيشتهم ، ووضعهم من الدنيا مواضعهم . فالمتقون فيها هم أهل الفضائل . منطقهم الصواب ، وملبسهم الإقتصاد ومشيهم التواضع . غضوا أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم . نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء . ولولا الأجل الذي كتب لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً الى الثواب ، وخوفاً من العقاب . عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم ، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون . قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة . وأجسادهم نحيفة ، وحاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة . صبروا أياماً قصيرة أعقبتهم راحة طويلة . تجارة مربحة يسرها لهم ربهم . أرادتهم الدنيا فلم يريدوها . وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها . أما الليل فصافون أقدامهم تالين لا جزاء القرآن يرتلونه ترتيلاً . يحزنون به أنفسهم ويستثيرون به دواء دائهم . فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً ، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً ، وظنوا أنها نصب أعينهم . وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم فهم حانون على أوساطهم ، مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم ، يطلبون الى الله تعالى في فكاك رقابهم . وأما النهار فحلماء علماء ، أبرار أتقياء .. قد براهم الخوف بري القداح ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ويقول قد خولطوا ولقد خالطهم أمر عظيم . لا يرضون من أعمالهم القليل . ولا يستكثرون الكثير . فهم لأنفسهم متهمون. ومن أعمالهم مشفقون إذا زكي أحدهم خاف مما يقال له فيقول : أنا أعلم بنفسي من غيري ، وربي أعلم بي من نفسي . اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ، واجعلني أفضل مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين ، وحزماً في لين ، وإيماناً في يقين ، وحرصاً في علم ، وعلماً في حلم . وقصداً في غنى وخشوعاً في عبادة ، وتجملاً في فاقة ، وصبراً في شدة ، وطلباً في حلال ونشاطاً في هدى ، وتحرجاً عن طمع ، يعمل الأعمال الصالحة وهو على وجل . يمسي وهمه الشكر ، ويصبح وهمه الذكر . يبيت حذرا ، ويصبح فرحاً . . ) . نهج البلاغة ج 2 ص 160
اسال الله لنا ولكم التوفيق لكم مني خالص الدعاء
خادمة اهل البيت عليهم السلام
تحياتي نورجهان

ابو مجتبى البدراوي
02-09-2012, 09:33 PM
بارك الله فيك وجزاك بكل حرفٍ سطرتهُ هنا مثقالاً من الحسنات جعلها الله لكّ في موازين أعمالك
الله لاحرمنا جديدك القادم
دمت بروعة الحروف النورانية المباركة
تحياتي

سيد عدنان الحمامي
02-09-2012, 10:19 PM
الحمد لله الذي عرفنا بكتابه
موفقين

ان شاء الله

وايبارك بجهودكم


http://www.al-wed.com/pic-vb/1.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/4.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/8.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/9.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/10.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/11.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/17.gif

نور جهان


لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع

احسنتم واحسن الله اليكم

خادمة الشفيع
02-09-2012, 11:06 PM
اللهم اجعلنا من المتقين
اسئل الله ان يرزقنا واياكم حسن
العاقبة سلم قلمك نورجهان

نورجهان
02-10-2012, 02:02 AM
http://www.alashraf.ws/up/download.php?img=13642