المعارف
12-01-2011, 08:57 AM
الوسيلة الفضلى للترابط المعنوي بين العبد و ربه **
و نحن على أعتاب شهر الله
حري بنا أن نستقبله بالدعاء كما نستقبله بالقرآن
***
الدعاء في معناه العرفي ، هو طلب توجّه الله بلطفه و فضله نحو الداعي ، لكي يستجيب له و يقضي حاجته ، و لكنه في لغة الحديث ، أكثر تعمّقاً من هذا المعنى ، ذلك لأنّ أولياء الله و أصفياءه لا يدعون مولاهم و بارئهم لأغراضٍ ماديّة و معنويّة بل يرونه أهلاً للعبادة فيعبدونه و يذكرونه ، و الدّعاء هو مخّ العبادة و هو مفتاح الرّحمة و مصبّ الفيض و مصباح الظلمة .
و بهذا فإن الدعاء لا يؤكَّد عند الشّدة فحسب ، بل و عند الرّخاء أيضاً ، لأنه الوسيلة الفضلى للترابط المعنويّ بين العبد و مولاه ، فإذا أحبّ العبد التحدّث و التكلم مع معبوده ، في أي وقت أراد ، فعليه بالذّكر و الدّعاء .
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلّم : " ما من شيءٍ أكرم على الله تعالى من الدعاء ".
و أما نحن فلأجل ضيق أفكارنا و محدوديّة سعة عقولنا ، لا نستطيع أن نصل إلى ما وصل إليه أمير المؤمنين عليه السلام ، بل نعبده و ندعوه لآمالٍ دنيويّة أو أغراضٍ أخرويّة ، و هذا الغرض كافٍ لتقوية عزائمنا و آمالنا ، و توجيه أفكارنا نحو المقاصد السّامية . و لا شكّ أن ضراعة الداعين و إلحاح السّائلين ، تزيد في تقرّبهم إلى الباري جلّ و علا ، و تنشّط فيهم الأمل ليتبعه العمل .
إذن فالدعاء أمرٌ محمودٌ في حدّ ذاته ، بالإضافة إلى كونه سنّة مؤكدة ، حثّ عليها القرآن الكريم و أكدها الرسول الأكرم و الأئمة الأطهار عليهم صلوات الله و سلامه في مواقع عديدة و موارد شتّى .
و لم يكتف القرآن الكريم بالتأكيد على الدعاء ، بل و قرن الدعاء بالعبادة و جعل مصير المستكبر عن الدعاء ، جهنّم و بئس المصير . قال تعالى :
" أدعوني أستجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين "
و جنّبنا اليأس و القنوط من رحمة الله أو إساءة الظّن به عندما ندعوه خاضعين . قال تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تيأسوا من روح الله إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .
و يكفي في تأكيد القرآن على الدعاء و تـحبيبه إلى القلوب و إعتباره أصلاً لا يمكن التّغاضي عنه أو العيش سواه ، بل و لا مناص من التّمسك به دائماً و أبداً بإلحاحٍ و إصرارٍ ، قوله تعالى :
" و اذكروا الله كثيراً ".
" و اذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً ".
و يا لحديث الرّحمن من لطف و كم تغمره الرحمة و الرأفة عندما يخاطب رسوله الكريم :
" و إذا سألك عبادي عنّي فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان ".
فلندع ربنا بكرةً و عشيّاً ، بقلوبٍ خاضعة و أفئدة خاشعة ، في الغدوّ و الآصال ، فلا شيء أحبّ إلى الله من أن ندعوه و نلحّ في الدعاء و المسألة .
سئل الإمام الباقر عليه السلام : أيّ العبادة أفضل ؟
فقال : " ما من شيءٍ أحبّ إلى الله من أن يُســأل و يُطلب ما عنده ، و ما أحدٌ أبغض إلى الله عزّ و جلّ مـمّن يستكبر عن عبــادته و لا يســأل ما عنــده ."
فمن أراد أن يفتــح الله عليـــه أبــواب الجــنان و يغــلق عنــه أبــواب النّيــران و يكسب رضا الخــالق المنّـــان ، فعليه بالدّعاء و المسألة .
قال الإمام الصّادق عليه السّلام : " إن الله تعــالى يعــلم مــا يــريد العبــد إذا دعـــاه ، ولكن يحــبّ أن يُبثّ إليه الحـــوائــج ."
و لا يأب المؤمن أن يدعو ربّه كثيراً و يسأله كلّ حوائجه المادية و المعنوية بالأدعية المأثورة و يلحّ في الطلب و المسألة ، و لا ينتظر الإجابة ، فالله يحب أن يبث إليه بالحوائج . ألم يكف أن الله يحب أن ندعوه و يحب أن نتضرّع إليه بالليل و النهار ، و ألم يكف أن الدعاء و الطلب إلى الله عز وجل يردّ البلاء .
قال الإمام الباقر عليه السّلام : " الدّعاء يردّ القضــاء و قد أُبرم إبــراماً ."
و لا شك أن الإجابة مقرونة بالدعاء إن آجلاً أو عاجلاً .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام : " ما كان الله ... ليفتح على عبدٍ باب الدعاء و يغلق عنــه باب الإجــابة ." و قال عليه السّلام : " الدعاء مفــاتيح النجــاح و مقــاليد الفــلاح و خــير الدعاء ما صدر عن صدر تقيّ و قلب نقيّ ."
فلننقّ قلوبنــا و ندعــو الله مخلصين ، و إذا لم تستجب دعواتنا في الدنيا فلا بدّ أن فيه سراً مكتوماً علينا ، ذلك أننا ننظر إلى الأشياء بظواهرها و لا يعلم الحقائق و المصالح إلا الله و مهما كان فلن يُسلب منا الأجر الأخروي . فلا نعجز عن الدعاء و لا نتوان عن المسألة ، فالدعاء في حدّ ذاته أمرٌ محبوبٌ و محمودٌ ، و أعجز الناس من عجز عن الدعاء .
و نحن على أعتاب شهر الله
حري بنا أن نستقبله بالدعاء كما نستقبله بالقرآن
***
الدعاء في معناه العرفي ، هو طلب توجّه الله بلطفه و فضله نحو الداعي ، لكي يستجيب له و يقضي حاجته ، و لكنه في لغة الحديث ، أكثر تعمّقاً من هذا المعنى ، ذلك لأنّ أولياء الله و أصفياءه لا يدعون مولاهم و بارئهم لأغراضٍ ماديّة و معنويّة بل يرونه أهلاً للعبادة فيعبدونه و يذكرونه ، و الدّعاء هو مخّ العبادة و هو مفتاح الرّحمة و مصبّ الفيض و مصباح الظلمة .
و بهذا فإن الدعاء لا يؤكَّد عند الشّدة فحسب ، بل و عند الرّخاء أيضاً ، لأنه الوسيلة الفضلى للترابط المعنويّ بين العبد و مولاه ، فإذا أحبّ العبد التحدّث و التكلم مع معبوده ، في أي وقت أراد ، فعليه بالذّكر و الدّعاء .
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلّم : " ما من شيءٍ أكرم على الله تعالى من الدعاء ".
و أما نحن فلأجل ضيق أفكارنا و محدوديّة سعة عقولنا ، لا نستطيع أن نصل إلى ما وصل إليه أمير المؤمنين عليه السلام ، بل نعبده و ندعوه لآمالٍ دنيويّة أو أغراضٍ أخرويّة ، و هذا الغرض كافٍ لتقوية عزائمنا و آمالنا ، و توجيه أفكارنا نحو المقاصد السّامية . و لا شكّ أن ضراعة الداعين و إلحاح السّائلين ، تزيد في تقرّبهم إلى الباري جلّ و علا ، و تنشّط فيهم الأمل ليتبعه العمل .
إذن فالدعاء أمرٌ محمودٌ في حدّ ذاته ، بالإضافة إلى كونه سنّة مؤكدة ، حثّ عليها القرآن الكريم و أكدها الرسول الأكرم و الأئمة الأطهار عليهم صلوات الله و سلامه في مواقع عديدة و موارد شتّى .
و لم يكتف القرآن الكريم بالتأكيد على الدعاء ، بل و قرن الدعاء بالعبادة و جعل مصير المستكبر عن الدعاء ، جهنّم و بئس المصير . قال تعالى :
" أدعوني أستجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين "
و جنّبنا اليأس و القنوط من رحمة الله أو إساءة الظّن به عندما ندعوه خاضعين . قال تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا لا تيأسوا من روح الله إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " .
و يكفي في تأكيد القرآن على الدعاء و تـحبيبه إلى القلوب و إعتباره أصلاً لا يمكن التّغاضي عنه أو العيش سواه ، بل و لا مناص من التّمسك به دائماً و أبداً بإلحاحٍ و إصرارٍ ، قوله تعالى :
" و اذكروا الله كثيراً ".
" و اذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً ".
و يا لحديث الرّحمن من لطف و كم تغمره الرحمة و الرأفة عندما يخاطب رسوله الكريم :
" و إذا سألك عبادي عنّي فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان ".
فلندع ربنا بكرةً و عشيّاً ، بقلوبٍ خاضعة و أفئدة خاشعة ، في الغدوّ و الآصال ، فلا شيء أحبّ إلى الله من أن ندعوه و نلحّ في الدعاء و المسألة .
سئل الإمام الباقر عليه السلام : أيّ العبادة أفضل ؟
فقال : " ما من شيءٍ أحبّ إلى الله من أن يُســأل و يُطلب ما عنده ، و ما أحدٌ أبغض إلى الله عزّ و جلّ مـمّن يستكبر عن عبــادته و لا يســأل ما عنــده ."
فمن أراد أن يفتــح الله عليـــه أبــواب الجــنان و يغــلق عنــه أبــواب النّيــران و يكسب رضا الخــالق المنّـــان ، فعليه بالدّعاء و المسألة .
قال الإمام الصّادق عليه السّلام : " إن الله تعــالى يعــلم مــا يــريد العبــد إذا دعـــاه ، ولكن يحــبّ أن يُبثّ إليه الحـــوائــج ."
و لا يأب المؤمن أن يدعو ربّه كثيراً و يسأله كلّ حوائجه المادية و المعنوية بالأدعية المأثورة و يلحّ في الطلب و المسألة ، و لا ينتظر الإجابة ، فالله يحب أن يبث إليه بالحوائج . ألم يكف أن الله يحب أن ندعوه و يحب أن نتضرّع إليه بالليل و النهار ، و ألم يكف أن الدعاء و الطلب إلى الله عز وجل يردّ البلاء .
قال الإمام الباقر عليه السّلام : " الدّعاء يردّ القضــاء و قد أُبرم إبــراماً ."
و لا شك أن الإجابة مقرونة بالدعاء إن آجلاً أو عاجلاً .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام : " ما كان الله ... ليفتح على عبدٍ باب الدعاء و يغلق عنــه باب الإجــابة ." و قال عليه السّلام : " الدعاء مفــاتيح النجــاح و مقــاليد الفــلاح و خــير الدعاء ما صدر عن صدر تقيّ و قلب نقيّ ."
فلننقّ قلوبنــا و ندعــو الله مخلصين ، و إذا لم تستجب دعواتنا في الدنيا فلا بدّ أن فيه سراً مكتوماً علينا ، ذلك أننا ننظر إلى الأشياء بظواهرها و لا يعلم الحقائق و المصالح إلا الله و مهما كان فلن يُسلب منا الأجر الأخروي . فلا نعجز عن الدعاء و لا نتوان عن المسألة ، فالدعاء في حدّ ذاته أمرٌ محبوبٌ و محمودٌ ، و أعجز الناس من عجز عن الدعاء .