تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الزمن عند الله


نورجهان
11-24-2011, 06:23 PM
الزمن عند الله




[47] [ ويستعجلونك بالعذاب و لن يخلف الله وعده ]


من المشاكل النفسية التي يعالجها القرآن الحكيم في آياته المرة تلو الاخرى هي مشكلة الاغترار بالفرصة ، فترى الانسان يقول ، عندما يرى الوان النعم تصب عليه : أين هو عذاب الله ؟ ولماذا لم يأت ؟ فيكفر بالعقاب أساسا لأنه يبطئ عليه .



لقد وعد الله بالعذاب وعدا حتما ، و لكن يعطي الانسان مهلة كافية لعله يكتشف خطأه ، و لو بعد حين ، فيتوب الى الله متابا ، فاذا لم يكن للاعتراف و الاستغفار في قلبه محلا ، و حان اجله آنئذ لا يستقدم ساعة ولا يستأخر .



جاء في الدعاء: (سبحانك ما اعجب ما اشهد به على نفسي ، و اعدده من مكتوم امـــري ، و اعجب من ذلك اناتك عني و ابطاؤك عن معاجلتي ، و ليس ذلك من كرمي عليك ، بل تأنيا منك لي ، و تفضلا منك علي لان ارتدع عن معصيتك المسخطة ، و اقلع عن سيئاتي المخلقة ، و لان عفوك عني احب اليك من عقوبتي ... ) .



[ و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ]



لو كان للزمن عند الله قيمة اذا لاهلكنا عند اول ذنب . و لكن الله الذي لا يقدر أحد على الفرار من حكومته ، ولا يفوته شيء في السموات و الارض ، لا يبادر بالجزاء و يكون اليوم الواحد عنده كألف سنة .




(1) المصدر / ص 507




انه سبحانه ليس كما نحن ،اننا محددون بالزمان و المكان ، و علومنا و قدراتنا محدودة ، بينما الله على كل شيء قدير ، و هو مهيمن على خلقه ، قادر على ان يقبض المكذبين متى شاء كيف شاء ، فلماذا العجلة ، و انما يعجل من يخاف الفوت ، سبحانه ؟



[48] ان تأخير العذاب ، و تلاشي قانون الزمن عند الله ، لا يعني ان العذاب لن يأتي ، فكم من امة اعطاها الله مهلة بالرغم من انها ظالمة ، ثم أخذها بالعذاب حين حقت عليها كلمته .



[ و كأين من قرية أمليت لها و هي ظالمة ثم أخذتها و إلي المصير]اين يذهب هؤلاء أو ليس الىالله ؟ بلى انه سبحانه لا يخشى الفوت ، و من لا يخشى الفوت لا يبادر بالانتقام .



[49] ان وظيفة الرسول هي تبليغ الرسالة للناس ، لتكون لهم نذيرا بين يدي عذاب شديد . ان هم اصروا على المعصية . و بالرغم من ان الرسول بشير ايضا الا ان السياق أكد على جانب الانذار لان الاطار العام للحديث هنا التكذيب و العذاب .



[ قل يا ايها الناس إنما أنا لكم نذير مبين ]



[50] [ فالذين ءامنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و رزق كريم]من يقف بجانب الرسالة و يؤمن بها و بالرسول و يعمل الصالح بموجبها ، فانه يفوز بجائزتين:اولهما المغفرة و حط الذنوب ، و ثانيهما الرزق الكريم ، انها جائزة معنوية تتمثل في التطهير من الذنوب و أخرى مادية و هي الرزق الكريم ، اي يوفر كرامة الانسان ذلك لأن من الرزق ما يذهب بها ، و يسبب له الهوان .




و ليس في الآية ما يدل على الآخرة فقط بل يشمل الدنيا أيضا . ذلك ان المغفرة و كفران الذنوب و تطهير الواقع الفردي و الاجتماعي من آثار الانحراف و الفساد ، و تزكية النفس من قذر العقد و الاحقاد ، ان كل ذلك نعمة عظيمة يسبغها الله على المؤمنين في الدنيا ايضا .



كذلك الرزق الكريم يوفره الله لعباده المؤمنين ، الذين يرفضون الخضوع لاصحاب السلطة و الثروة ، و يتعالون على الذلة و الهوان ، او لم يقل ربنا سبحانه :



" و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب " ؟



[51] [و الذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك اصحاب الجحيم ]اولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تعجيز آيات الله ، حسب ظنهم ، اي عرقلة مسيرتها ، و تعويق تطبيقها ، و تحديها و التكذيب بها أو تأويلها ، انهم اصحاب الجحيم .



و يسعى هؤلاء نحو الحاق العجز بالآيات ، بتحديها و مواجهتها ، فهم بعكس المؤمنين الذين يسلمون بالآيات ، و يقولون : كل من عند ربنا بلا مكابرة و لا جدال .



و يدخل ضمن هؤلاء :



اولئك الذين يكذبون بالآيات رأسا .



و اولئــك الذين يأولونها و يحرفون مواضعها ، مثل خدم السلاطين من علماء السوء .



و اولئك الذين يعوقون تطبيقها كالحكام الظلمة .




و اولئك الذين يحبسونها في حدود ضيقة .



و كلمة " معاجزين " من معاجزة ، على وزن مفاعلة و هي صرف الشيء عن وجهه .



و الانسان الذي لا يريد ان يطبق أوامر الله و شريعته يبدأ بتأويل الآيات القرآنية المحتوية على الاحكام و الشرائع فيبعدها عن مقاصدها ، و هذه هي المعاجزة .



يؤكد القرآن مثلا على محاربة الطاغوت ، اما المعاجز فيقول : صحيح ان القرآن يؤكد علىمحاربة الطاغوت و لكن الطاغوت المقصود في القرآن هم ( فرعون ، نمرود.. ) و ليس هؤلاء طغاة اليوم ، و القرآن يحرم الربا ، و يقول المعاجز انما نأخذ الفائدة .



ان الآيات من الوضوح بحيث لم تدع سبيلا لتحريف مدلولاتها ، ان الطاغوت هو الطاغوت ، و لا سبيل الى التستر عليه بعد ان سلطت عليه الآيات القرآنية الاضواء الكاشفة ، ففرعون قال : انا ربكم الأعلى ، و فلان ( ... ) حاكم قال مثل ذلك بعمله و تصرفاته . و هما سواء ، كما انه لا فرق بين الفائدة و الربا .



ان في القرآن الحكيم العلاج الناجح لأدواء الانسان و امراضه ، فالقرآن لا يشير الى العلاج فقط ، بل و يقوم ايضا بمعالجة الانسان مباشرة ، بشرط ان يتفاعل مع آياته ولا يعاجزها فيزداد مرضا على مرض .



تفسير القران الكريم الجزء الثامن


اية الله العظمى محمد تقي المدرسي





أتمنى أن يروق لكم مانقلت لكم

تحياتي للاخواني الغاالين نورجهان

ابو مجتبى البدراوي
11-27-2011, 10:59 AM
وربي يبارك فيكم ويرعاكم

على الطرح النير ,, والمبارك

تقبوا مني المرور مع اطيب وارق تحيه

سيد عدنان الحمامي
11-29-2011, 07:30 PM
اسئل الله ان يعصمنا واياكم

من العذاب بشفاعة

امير المؤمنين عليه السلام
ربي ايبارك بجهودكم ويعافيكم

http://www.al-wed.com/pic-vb/1.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/4.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/8.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/9.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/10.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/11.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/17.gif

http://www.al-wed.com/pic-vb/21.gif
نور جهان


لكم منا دعاء بالعافيه

والتوفيق في خدمة الزهراء وبنيها ع

احسنتم واحسن الله اليكم

نورجهان
11-30-2011, 08:28 PM
http://www.al-7up.com/vb/imgcache/2/54179love.gif

http://files2.fatakat.com/2011/1/12941792311538.gif