تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإشهاد علـى الإيمـان


شجون الزهراء
05-07-2017, 04:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

يقول الشيخ النوري في (دار السلام) : ذات ليلة في النجف الأشرف قدم إلي رجل يدعى السيد محمد ، وهو فقيه ، ومن أخيار العلماء ، وطلب مني أن أعيره كتاب (مصباح الفقيه) للشيخ الطوسي ، قلت له : حباً وكرامة ، سآتيكم به غداً ليلاً إن شاء الله . وهكذا كان .

وبعد مضي ليلة ، قد إلي قال : إن لي إليك حاجة أرجو أن يقضيها لي ، قلت : بكل سرور
قال : هلا حضرت غداً صباحاً إلى بيتي بصحبة العلامة المرجع الكبير لتناول طعام الإفطار في بيتنا ؟

نقلت رغبته للمرحوم المرجع فوافق ، ولما وافيناه في صباح اليوم التالي ، وجدناه عنده إثنين من كبار العلماء وهما المرحوم الشيخ جواد النجفي والسيد محمد حسين الكاظميني ، مع اثنين من تلامذتهما وهكذا ، صرنا ستة أشخاص .

بعد تناول طعام الإفطار ، ذهب صاحب البيت وأتى بكتاب (المصباح) للطوسي ، وهو كتاب في الدعاء ، ثم قال :
أيها السادة أرجوكم أن تستمعوا لي ، هذه عقائدي ، فاشهدوا .

يردف المرحوم الحاج النوري فيقول : أخذت ( المصباح ) منه وقرأت فيه ، ثم قلت :
الإمام (ع) يقول حسب الرواية : أما أن يكون هذا القول صحيحاً وسليماً ، فليس مورد رواية . فانبرى الشيخ محمد التبريزي وقال بانكسار : لماذا تحول دون الخير ؟ لعلي أكون محلاً للرواية !
فقلت : حسناً ، أنت وما تعرف .

ثم راح يعدد عقائده واحدةً واحدة وهو في غاية الضعف والانكسار وبلهجة استدرت دموع الحاضرين ، ثم قال :
أما الآن فقد جاء دوركم لتقروا بالشهادة ، فشهد الحاضرون في المجلس بما رأوا وسمعوا .

وفي المساء لقيته في صلاة الجماعة فأعطاني ( المصباح ) وقال : إليك أيضاً هذه الرسالة وأرجو أن يوقعها المرجع العلامة والآخرون .
أخذت الرسالة منه ومررت بها على السادة ، واخذت تواقيعهم عليها ، وفي اللية التالية جاء أحدهم يخبرنا أن صاحبنا مريض لا يستطيع حضور الصلاة ، ورغب إلينا أن نعوده ، وفي اليوم التالي ذهبت مع المرجع العلامة لعيادته ولم يمض على ذلك أسبوع واحد ، حتى فارق الحياة رحمه الله .
يقول الشيخ : إن ما يحيرني هو : كيف عرف بدنو أجله !